تريزا الطفل يسوع لبّت طلبات هذا الكاهن كلّها وحمته من الموت…اطلبوا شفاعتها أنتم أيضاً فتحميكم وتحقّق طلباتكم
تريزا الطفل يسوع لبّت طلبات هذا الكاهن كلّها وحمته من الموت…اطلبوا شفاعتها أنتم أيضاً فتحميكم وتحقّق طلباتكم
لطالما أراد الأب دانيال بروتييه أن يكون مرسلاً ولذلك انضم الى رهبنة الروح القدس في العام ١٩٠٢ ليُنقل سريعاً الى السنغال في غرب أفريقيا.
لكن الله أعد له خطة أخرى. أُجبر بروتييه الى العودة الى فرنسا بسبب وضعه الصحي الصعب فلم يكن جسمه قادرا على تحمل المناخ القاسي وتقبل أخيراً فكرة انه لن يتمكن من اتمام العمل الإرسالي بعدها.
عاد الى فرنسا وسرعان ما اندلعت الحرب العالميّة الأولى. تطوّع ليكون المرشد الروحي لفوج المشاة الـ١٢١. كان مرشدا شجاعا في خضم المعارك يضع حياته في خطر كلّ حين وقلدّته الدولة وسام صليب الحرب ووسام الشرف.
وكان بروتييه يعرف ان أحدهم من السماء يساعده خلال مهماته ويعزو سبب نجاحه لشفاعة القديسة تيريزا من ليزيو التي كان ملف تقديسها يدرس حينها. لم تُعلن تيريزا مكرمة قبل العام ١٩٢١ أي بعد ثلاث سنوات على انتهاء الحرب العالميّة الأولى.
واعتبر بروتييه ان عدم اصابته بأي طريقة خلال سنوات خدمته العسكريّة والطويلة في الحرب أعجوبة. فوجد في تيريزا مرافقاً روحياً خاصةً وانها كانت هي أيضاً ترغب في أن تكون مرسلة لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب صحتها الضعيفة أيضاً.
وكان بروتييه أوّل من كرّس كنيسة باسم تيريزا بعد تقديسها في العام ١٩٢٥ فكان ذلك في أوتوي في فرنسا. وتعرض للانتقاد خلال فترة بناء الكنيسة فقال: “ينتقدونني لأنني أعمل على كنيسة غنيّة لكنني سألت تيريزا الصغيرة: هل ترغبين بفستان بسيط أو جميل؟” فتدخلت وتمكن بأعجوبة من ضمان الموارد الكفيلة ببناء كنيسة جميلة.
وأسس الأب بروتييه لمشروع (بمساعدة تيريزا الروحيّة) فكرس له ما بقي من حياته وهو مشروع لمساعدة الأطفال الأيتام خارج باريس. فكان لعمله أثر كبير على مئات الأطفال خلال فترة حياته وحتى الآن.
سُئل في يوم من الأيام عن سره فقال: “سري هو أنني أعمل حسب مقولة ساعد نفسك لكي تساعدك السماء… وليس عندي أي سر آخر. إن كان اللّه قد أحدث المعجزات من خلال شفاعة تيريزا، فيمكنني القول بكلّ عدل اننا قمنا بكلّ شيء على المستوى الانساني لاستحقاق ذلك وكافأ اللّه عملنا وصلاتنا وثقتنا بمشيئته.”
وحضر ١٥ ألف شخص جنازته في العام ١٩٣٩ وتأثر الكثيرون بإيمانه والخير الذي أغدقه على الناس. أُعلن بروتييه طوباوياً في العام ١٩٨٤ وتجدر الإشارة الى أن الكشف عن جسمانه أظهر أن جسده بقي غير فاسد.
هذا الخبر منقول من : اليتيا