لماذا تجب محاسبة الخطيب ورجاله على «خطايا الشتاء»؟

الحق والضلال

لماذا تجب محاسبة الخطيب ورجاله على خطايا الشتاء ؟


عندما هاجمنا سياسات مجلس إدارة الأهلى بالتخلى عن نجوم الفريق، الشتاء الماضى، وحذرنا من نتائج مخيبة فى الانتظار قُوبل انتقادنا بالطعن والسب والشتائم.

عندما كشفنا خيوط التآمر التى بدأها محمود الخطيب رفقة عبدالعزيز عبدالشافى لتطفيش حسام البدرى، قالوا: لا تسمعوا لأولئك القوم، الأهلى يسير على الطريق السليم.

الآن الأهلى يختتم الموسم بخسارة القمة، وتوديع الكأس، ويصل إلى انطلاقة البطولة الإفريقية بأسوأ حالة فنية وبدنية ممكنة هل يتذكر المهندس عدلى القيعى ما قُلناه له هنا؟ هل يعرف الخطيب أن كل قراراته المتعلقة بالتعاقدات فى ملف الراحلين والوافدين جانبها الصواب؟

هل يعلم أهل الجزيرة وعشاقها فى كل مكان، لماذا سقط الأهلى بهذا الشكل المخيف؟ وما الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع؟ قبل أن تصبوا غضبكم على المدرب، تعالوا معنا نذكركم بخطايات الشتاء التى كانت ناقوس الخطر الذى كتبنا عنه هنا فى الدستور صفحات كثيرة، رفعنا فيها شعار: أهلى القيعى يعود إلى الخلف! .

مؤمن وصالح وبركات والشيخ والسيد والسعيد التخلى عن نصف الفريق جعل الدكة خاوية
فجأة ودون أى مقدمات استيقظنا ذات يوم فى الشتاء الماضى على خبر مفاده إعارة صالح جمعة، وعمرو بركات، ومؤمن زكريا، وأحمد الشيخ إلى الدورى السعودى، وبعدها بساعات قليلة لحق بهما حسين السيد وعماد متعب، وعندما قلنا وقال البعض معنا إن تفريغ الفريق أمر عبثى وغير مدروس، وستكون نتائجه سلبية، لاقينا حملات واتهامات لا تنتهى: الدورى خلص والقرارات سليمة .
قطعًا كان القرار غير مدروس، ولم يعتنِ متخذوه سوى بجنى المكاسب المالية أو ربما إرضاء لآخرين، فخروج ما يقرب من ١٠ لاعبين من قائمة الفريق بين عشية وضحاها، خلل عظيم لا يستطيع أى جهاز فنى بالعالم تحمله كيف؟
عندما رحل هؤلاء جميعًا ثم لحق بهم عبدالله السعيد بفعل إدارة ملف تجديد تعاقده بشكل خاطئ، واجه البدرى معضلة كبيرة فى الوصول إلى ١١ لاعبًا مثاليًا يشكلون نفس القوة التى كان عليها الفريق فى مطلع الموسم، ولما عثر على التشكيلة الأمثل بين هؤلاء بالمسكنات خوت دكته من أى حلول، وعندما زاد الحمل والعبء على الأساسيين سقطت أبرز وأهم الأعمدة، فلم يجد بديلًا مناسبًا يغطى القصور الذى خلفه سقوط تلك الأعمدة.
نعم السر الحقيقى وراء تدهور الأوضاع هو غياب البدائل المناسبة للأعمدة الرئيسية التى سقطت مؤخرًا، فلو أبقى مجلس الخطيب على مؤمن زكريا ما عانى الفريق على يد حمودى وجابر فى مركز الجناح، ولو أبقى على أحمد الشيخ مع حصوله على فرص أكبر لكان الناتج أفضل بكل تأكيد مما هو عليه فى وجود حمودى وجابر المتواضعين، ولو ظل صالح جمعة فى إطار المباريات السهلة بالدور الثانى لنال فرصة كبيرة للمشاركة بشكل متكرر، وكان ذلك كفيلًا بتطوره وإدماجه فى المنظومة.
اليوم سقط جونيور أجاى بفعل المشاركات المتكررة، وأصبح الفريق فى مأزق حقيقى قبل مباراتى الترجى وكمبالا سيتى، فماذا لو كان مؤمن زكريا وأحمد الشيخ متاحين وفى فورمة عالية؟
سقط على معلول ومع الضغوط النفسية والبدنية على صبرى رحيل طوال الدور الثانى لم يستطع الوصول إلى الفورمة المطلوبة وأدائه الطبيعى، فماذا لو تبادل المشاركة وتحمل المسئولية مع حسين السيد ألم يكن المردود أفضل مما هو عليه الآن؟
كانت قرارات الشتاء الماضى بالتخلى عن فريق كامل بداية الانهيار الحاصل، ورهان الخطيب ومجلسه كان على أن بطولة الدورى قد انتهت، لكنهم لم يضعوا صوب أعينهم أن الهدف الأهم هو الوصول إلى بطولة إفريقيا بتشكيل مثالى ودكة بدلاء قوية، بدلًا من الحالة، التى يعيشها الجهاز الفنى الذى يُكمل تشكيلته بالكاد فى هذا التوقيت الصعب من الموسم.
ثم أدار مجلس الأهلى ملف عبدالله السعيد بأسوأ طريقة ممكنة، فبدلًا من الإبقاء على أحمد الشيخ وصالح جمعة وعمرو بركات ومنحهم فرصة للتطور والظهور، أبقى على السعيد الذى اشترط لاستمراره الخروج إعارة ٦ أشهر فقط فكانت الكارثة التى شاهدها الجميع عندما اعترضت الإدارة على موقف اللاعب، فخسرت كل شىء.
أما عن مسئولية البدرى، فالرجل أعلن مرارًا وتكرارًا تمسكه ببقاء مؤمن زكريا وصالح جمعة وأحمد الشيخ، وفقد أهم ثلاثة أعمدة وسط الدور الثانى بإصابة معلول وأزارو ورحيل السعيد، ثم إصابة أجاى والسولية بالإجهاد بفعل تكرار المشاركات وغياب بدائلهم.

ترك عنتر لـ الزمالك وعدم التعاقد مع مدافع
لم تقتصر خطايا مجلس إدارة الأحمر فى الشتاء على ملف الراحلين فحسب، بل امتدت لسياسة خاطئة فى ملف الوافدين، فرفضت إدارة الأهلى بالشتاء الماضى التعاقد مع قلب دفاع يسد الثغرة الكبيرة فى ظل الإصابات المتكررة لقلبى الدفاع الأساسيين رامى ربيعة، وسعد سمير، وظنت أن اعتماد البدرى على أيمن أشرف وحيدًا كافيًا، ومع الضغوط وتكرار المشاركة لم يتحمل اللاعب الشاب إلى رفقة العجوز محمد نجيب الرياح العاتية فسقطا بصورة مهينة، وهنا كانت أولى الكوارث.
كما رفض مجلس إدارة الأهلى طلب مجلس إدارة نادى مصر للمقاصة للتخلى عن جناحه حسين الشحات مقابل ١٥ مليون جنيه، ورد المهندس عدلى القيعى حينها بتصريحه الشهير لا يوجد لاعب فى مصر يستحق مبلغ ١٠ ملايين جنيه قبل أن يعود ليشترى لاعبًا شابًا بـ٤٠ مليون جنيه من إنبى، وهو صلاح محسن.
وبمناسبة القصور فى مركز الجناح فرط مجلس إدارة الأحمر فى لاعب الأسيوطى محمد عنتر الذى كان انتقاله وشيكًا وفى غضمة عين تحولت قبلة اللاعب الذى كان فى طريقه إلى الجزيرة بوسط المدينة، ذهب إلى ١٠٠ عقبة ليوقع عقد انتقاله إلى الأبيض، ورغم حاجة الأهلى لاعبًا فى هذا المركز خرج المجلس وبرر بأنه ليس فى حاجة إليه بعدما بذل جهدًا كبيرًا لخطفه من الأبيض قبل أن يعود القيعى ويفشل فى ذلك.
بالإضافة إلى ذلك تعاقد الأهلى مع لاعب شاب يحتاج وقتًا أطول للتطور، فلماذا الاستعجال ودفع ٤٠ مليون جنيه فى صلاح محسن؟
محسن اللاعب صاحب الموهبة التى ينتظرها الكثير لتكون عمودًا رئيسيًا، لم يكن يصل لهذا السعر سوى لمغالاة الزمالك، ورغم أن الأهلى لم يكن فى حاجة فنية إليه فى هذا التوقيت دفع هذا السعر المبالغ فيه لإرضاء الجماهير الغاضبة من ملف التعاقدات الذى شهد خطايا لا تغتفر. من احتاجه الأهلى أكثر فى الشتاء الماضى: حسين الشحات مقابل ١٥ مليون جنيه أم صلاح محسن بـ٤٠ مليون جنيه؟! سؤال نحتاج إجابة واضحة عنه من المهندس عدلى القيعى، وعبدالعزيز عبدالشافى، اللذان منذ أن وضعا أنفهما فى ملف التعاقدات لم نجد سوى النتائج المخيبة.

بيع أزارو وأجاى ومعلول ماذا يتبقى للأهلى؟
فاجأنا زيزو مؤخرًا بتصريح مثير وعجيب حول إمكانية بيع الثلاثى وليد أزارو، وعلى معلول، وجونيور أجاى، فرغم تخلى الفريق عن تشكيلة كامل بالشتاء الماضى لا يمانع زيزو ورفاقه فى الإدارة فى بيع أهم ثلاثة أعمدة على مستوى خطوط اللعب الثلاثة، فهل يعى هؤلاء حجم الجريمة، التى يرتكبونها بحق الأهلى، هل يدركون أنهم بذلك قد ينهون مسيرة ١٥ لاعبًا ممن وجدوهم عندما وصلوا الشتاء الماضى، على أن يعرفوا أن الطريقة هذه كانت سُبة يوجهونها لخصمهم فى الزمالك بأنه يبدل فريقًا كل عام.
قلت من البداية هنا ومنذ وصول زيزو إلى ملف إدارة الكرة، إنه لا يجتمع مع البدرى، وعدواتهما ستظل سائدة، واستمر العجوز فى عكننة المدرب الذى كان يواصل ضرب الأرقام القياسية، وأعاد الفريق إلى الحياة بعد موت مع ٦ مدربين سابقين كان زيزو نفسه واحدًا منهم.
الآن فعل زيزو ما أراده، ويدفع الأمور صوب التعاقد مع مدرب أجنبى، أراد أن يتراجع الأداء وتتخبط النتائج كى يجد طريقًا للإطاحة بالمدرب، وأؤمن تمامًا مثل كثير من الصحفيين المطلعين على العداوة الكبيرة بين زيزو والبدرى أنه يُمنى نفسه بسقوط فى الانطلاقة الإفريقية تُتيح له الحق فى تغيير المدرب بالصيف المقبل والتعاقد مع بديل.
دفع محمود الخطيب فواتيره الانتخابية بتعيين زيزو الرجل الذى لم يُثبت فى أى مرة أنه كفء أو يمتلك ما يؤهله لمنصب إدارى كبير، نعم كان لاعبًا ممتازًا، لكنه فشل فى كل مرة تولى فيها منصبًا، وارتبط فى ذاكرة الأهلاوية بالنتائج المخيبة والكوارث اللا متناهية، فلماذا الإصرار عليه يا بيبو؟! أما زلت ساعيًا لعقاب البدرى على رفضه التجديد مع الفريق وقتما كنت نائبًا لحسن حمدى؟!




          
تم نسخ الرابط