إلى الذين تعرضوا للخيانة الزوجية…إليكم سبل الخروج من العزلة والوجع
إلى الذين تعرضوا للخيانة الزوجية…إليكم سبل الخروج من العزلة والوجع
بكيت بمرارة بينما كنت أعيد عرض أحداث ذلك المساء في ذهني. الألم كان شديدًا والواقع كان صادمًا برغم اعتذار زوجي عن سلوكه وطلب المغفرة. إلّا أني لم أستطع مسامحته. كنت متأكدة من أنه لا يوجد أحد في عقله الصحيح يتوقع مني أن أغفر ما فعله زوجي. لا أحد.
مرّت الأيام ووسط هموم الأطفال ودفع الفواتير وتأمين الحاجات اليومية كانت المسافة بيني وبين زوجي تزداد بعدًا.
برغم حزنه بسبب الألم الذي ألحقه بي لم أتوقف عن إلقاء اللوم عليه بسبب الصعوبات العديدة التي نواجهها. لا شك في ان مشاعر الغضب والحزن والاستياء كانت مبررة. لم أكن أدرك ذلك وقتذاك ولكن في محاولة لحماية نفسي من التعرض للأذى كنت أقوم في الواقع ببناء سجن محصّن حول نفسي متخذّة من عدم التسامح حجر الزاوية.
في صباح أحد الأيام وبينما كنت أستعد للعمل نظرت إلى المرآة. ما رأيته كان مخيفًا ومثيرًا للقلق. رأيت امرأة مرهقة شاحبة اللون ولا بريق في عينيها.بحزن تأملت التجاعيد العميقة التي باتت ظاهرة جرّاء كثرة البكاء.
لم يعجبني ذلك. كنت أغرق بالضجر والبؤس والوحدة. في تلك اللحظة أدركت أخيراً أن الجدران التي بنيتها حول قلبي لم تفعل أي شيء سوى منعي من تجربة الشفاء العميق والحب الذي كنت أحتاج إليه بشدة.
لم يكن باستطاعتي المضي قدما. كان الأمر كما لو كنت محاصرة في كابوس لا ينتهي من الألم والمعاناة. عقب الكثير من الحديث والجدل والبكاء وافقنا أنا وزوجي على طلب المساعدة من مستشار. عندها بدأت فهم ماهية المغفرة بنضج أكبر.
بداية أدركت ان المغفرة ليست أمرًا يحدث فجأة حيث أقول لزوجي إني قد سامحته ليتم مسح كل الأذى والضرر الذي أصاب علاقتنا بطريقة سحرية.
على خلاف ما تقدّم فالمغفرة عملية تتطلّب في البداية إدراك حقيقة أنك تضررت. كانت تلك الخطوة سهلة بما فيه الكفاية لكن ماذا بعد؟ التغيير… ولكن كيف؟
على مدى الأشهر القليلة التالية أصبح من الواضح أن المغفرة لم تكن تعني أن كل شيء في زواجي كان على ما يرام ولا أن ما فعله زوجي كان مقبولاً. تقديم المغفرة لم يكن جائزة أو هدية أو تمريرة حرة لسلوكه السيء ؛ بدلا من ذلك المغفرة لزوجي كانت هدية يمكنني اختيار تقديمها لنفسي.
لن أنسى أبداً اللحظة التي قررت فيها أخيراً قبول اعتذار زوجي – وكان ذلك بالتأكيد قراراً صعبًا. في تلك اللحظة لم يتدفق في عروقي أي شعور دافئ من السعادة. ولكن مع مرور الوقت شعرت كأن شخصاً فتح نافذة وسمح بدخول هواء منعش إلى حياتي. بعد شهور من احتجازي في زنزانة مظلمة شعرت وكأني قادرة على العيش والتحرك والتنفس مجددًا. في اختيار المغفرة كنت أختار أن ألتئم وأن أتحرر من السلاسل التي احتجزتني.
لطالما شعرت بالحيرة كلما فكّرت بنص الإنجيل الذي يطرح فيه سؤالًا على يسوع: “كم مرة نغفر يا رب؟ سبع مرات؟ “وكانت إجابة يسوع ،” ليس سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات. ” عندما قررت أن أسامح زوجي بدأت أخيراً بفهم هذه الكلمات.
في الزواج أكثر من أي علاقة أخرى هناك على ما يبدو فرص دائمة للبحث عن الغفران وتوسيع نطاقه. الأمر لا يعني أن ذاكرتي لا تستعرض فعلة زوجي والألم الذي شعرت به من وقت لآخر فتعود موجات من الحزن لتهدد شعوري بالسلام والرفاهية. في تلك اللحظات أجد نفسي أمام خيارين: إما أن أسجن نفسي مجددًا أو أن أبعد عنّي الاستياء والحزن والغضب وأن أتنفس بعض الهواء النقي الذي جربته في المرة الأولى التي اخترت فيها أن أقول: “أسامحك”. ومرة أخرى وبرغم مشاعري اخترت أن أسامح وأن أكون حرة. سبعون مرة سبع مرات.
هذا الخبر منقول من : اليتيا