مواضيع عامه خاص لموقع الحق والضلالالأنبا صموئيل المعترف ربما يعرفه المسيحيون باعتباره أحد قديسي الكنيسة القبطية، لكن اسمه عرف مؤخرًا لدى قطاع كبير داخل مصر وخارجها لارتباط اسم ديره بحوادث استهداف لأقباط تسفر عن عشرات الضحايا والمصابين من هو الأنبا صموئيل؟ ولماذا لقبته الكنيسة بـ المعترف؟ نشأته وُلد الأنبا صموئيل في عام 597 م، وكان والده كاهن تقي يدعى القس سيلاس، وذلك في بلدة مليح النصارى مركز شبين الكوم. اهتم والده بتربيته تربية مسيحية، ولما بلغ الثانية عشرة من عمره كان يمارس أصوام الكنيسة بنسك شديد. وقيل أنه وهو في هذه السن المبكرة كان يصوم إلى الغروب، كما كان مواظبًا على الصلاة وملازمًا للكنيسة فرُسِم أغنسطسًا (قارئًا). ولما كبر أراد والداه أن يزوّجاه لكنه أبى وصارحهما بأنه يريد أن يكون راهبًا. وكان يرد علىوالديه حين يضغطان عليه لأجل الزواج قائلاً: "إذا أوجعتما قلبي بهذا الكلام فسأمضي إلى البرية ولا ترونني". فلزما الصمت. رهبنته ونسكه الشديد بعد نياحة والديه قصد برية شيهيت حوالي عام 619 م، وتوسّل إلى الله أن يرشده إلى أين يذهب، فأرشده بملاكٍ إلى دير القديس مقاريوس، حيث تتلمذ على أب ناسك قديس يدعى أغاثون الذي رهبنه وألبسه الإسكيم الرهباني. كان ناسك شديد الزهد لا يأكل إلا مرتين في الأسبوع، وكان لا يأكل خبزًا مدة الصوم الكبير. أقام عند أبيه الروحي الأنبا أغاثون لثلاث سنوات، إلى أن تنيح الشيخ، فبقي وحده وتمت رسامته قسًا على كنيسة القديس مقاريوس بالإسقيط. اضطهاد المقوقس وماذا فعل بالرهبان في الدير؟ وفي زمان حكم المقوقس الحاكم والبطريرك الملكاني على مصر، وفي حبرية البابا بنيامين الثامن والثلاثين جددوا اضطهاد الأقباط، وحاولت الدولة الرومانية بكل وسائلها إخضاعهم لقبول طومس لاون أسقف روما وقرارات مجمع خلقيدونية. وقوفه في وجه المقوقس ووصل رسول من عند المقوقس إلى دير أبي مقار ومعه طومس لاون المذكور وقرأه على مسامع شيوخ الدير ثم سألهم: "أتؤمنون بهذا الإيمان المكتوب الذي قرأته عليكم؟" أما الرهبان فلزموا الصمت. اغتاظ رسول المقوقس وصاح في الرهبان: "أما تتكلمون بشيء أيها الرهبان العُصاة؟" عندئذ أمسك الأنبا صموئيل بالطومس وقال للرهبان: "يا آبائي لا تخافوا ولا تقبلوا هذا الطومس. محروم مجمع خلقيدونية ومحروم لاون المخالف، ومحروم كل من يؤمن بإيمانه" ثم مزّق الطومس ولعن كل من يغيّر الإيمان المستقيم. اقتلعوا عينيه لتمسكه بالإيمان غضب رسول المقوقس وأمر أتباعه أن يعذبوه ويضربوه، فضربوه ضربًا مبرحًا بالسياط حتى أصابت إحدى عينيه فقُلِعت، وكانت الدماء تسيل منه بغزارة، وحينئذ قال له القائد: "اعلم أن فقْأ عينيك هو الذي نجّاك من الموت وأنا مكتفِ بذلك". ثم طرده من الدير واتجه ليعيش بجبل القلمون جنوب الفيوم وسكن هناك. سباه البربر مرتين وربطوه بالحبال وأوثقوه في اسطبل للجمال لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل أنه حين هاجم البربر الأديرة، تم سبيه مرتين، وفي المرة الثانية قدموه لرئيس كورتهم ويدعى زكردش، حيث التقى بالقديس يحنس قمص شيهيت. وطلب الرئيس البربري من أنبا صموئيل أن يسجد للشمس حال شروقها رفض، فغضب عليه وضربه ضربًا مبرحًا، ثم أوثقه في إسطبل للجمال وتركه مقيدًا لمدة خمسة أيام بدون طعام أو شراب. رفض الزواج فربطه الوالي في شجرة تاركًا إياه للموت ثم أمره بأن يتزوج إحدى الجاريات، لينجب منها عبيدًا، فرفض الأنبا صموئيل قائلاً: "إني مستعد أن أقبل كل شيء تصنعه بي إن كان نارًا أو سيفًا، فأفضل لي أن أموت ولا أدنّس إسكيمي وأصير غريبًا عن ملكوت الله". فقال له الوالي: "لقد جلبت لِنفسك عذاب الموت، ولست أعذّبك في بيتي لكي تموت سريعًا، بل أربطك في شجرة السنط وأتركك بلا طعام أو شراب حتى تقبل الزواج من الجارية". شفي قعيدًا والجارية المريضة بالجذام وامرأة رئيس البربر كان له موهبة شفاء المرضى، حيث أقام قعيد وشفى طفلًا كانت أصابعه ملتصقة وأبكم، وشفى الجارية التي كانت مقيّدة معه من مرض الجذام الذي أصابها، كما شفى امرأة رئيس هؤلاء البربر الذي كان جسمها مضروبًا كله بالقروح وذلك بكلمة واحدة: "ربي يسوع المسيح يشفيكِ من مرضك". وبعد أن شفيت زوجة الوالي بسببه اعتذر منه وأطلق سراحه مطالبًا إياه أن يسامحه عما فعله به. وبعد أن فك أسره عاد إلى ديره، بعد مسيرة استمرت في الصحراء لـ 17 يوم. ظهور العذراء له ووعدها بعدم مجيء البربر ثانية للدير ظهرت له السيدة العذراء في حلم، وكان معها أشخاص نورانيون الذين سألوها إن كان البربر يفِدون إلى هذا الموضع ثانية فقالت لهم: "لا يكون هذا بعد الآن من أجل الشدائد التي تحمّلها صموئيل الناسك بالحقيقة، فإن ابني الحبيب يحفظه ويثبته". تعيد له الكنيسة في 8 كهيك تذكار نياحته.