الأنبا موسى الأسود

من هو الأنبا موسى الأسود الذي تحتفي الكنيسة اليوم بذكري استشهاده؟ اكتشف قصة القديس العظيم

ذكرى استشهاد القديس
ذكرى استشهاد القديس الأنبا موسى الأسود

الأنبا موسى الأسود .. تحتفي الكنيسة الأرثوذكسية في هذا اليوم، الاثنين الموافق الأول من يوليو لعام 2024، بذكرى استشهاد القديس الأنبا موسى الأسود، الذي يُعرف بسيرته العجيبة. في حياته الأولى، كان عبدًا لأناس يعبدون الشمس، وكان شخصًا جبارًا وقويًا، مفرطًا في الأكل وشرب الخمر، يمارس القتل والسرقة والشر، ولم يكن أحد قادرًا على مواجهته أو معارضته. وغالبًا ما كان ينظر إلى الشمس متسائلاً: "أيتها الشمس، إن كنت أنت الإله، فأريني ذلك"، ثم يقول: "وأنت أيها الإله الذي لا أعرفه، دلني على ذاتك".

القديس موسى الأسود

القديس موسى الأسود

وفقًا لكتاب السنكسار، سمع القديس موسى يومًا شخصًا يخبره بأن رهبان وادي النطرون يعرفون الله، فذهب إليهم ليعرفوه بالإله. وعندما وصل إلى البرية، التقى بالقديس إيسيذوروس القس، الذي أخذه إلى القديس مقاريوس الكبير. وقد علمه مقاريوس الإيمان وعمده وقبله كراهب، فانغمس موسى في عبادات عديدة تفوق ما كان يمارسه الكثير من القديسين. وعلى الرغم من محاربة الشيطان له بما كان يحبه سابقًا من الأكل والشرب، إلا أنه كان يستشير القديس إيسيذوروس الذي كان يواسيه ويعلمه كيف يتغلب على حيل الشيطان. ويُروى أنه كان يملأ جرار الرهبان بالماء من بئر بعيدة عن الدير أثناء نومهم. وبعد سنوات عديدة من الجهاد، أصابه الشيطان بقرحة في رجله أقعدته وأمرضته.

لكن عندما علم أن مرضه كان من تسبب الشيطان، ازداد في نسكه وعبادته حتى أصبح جسده كخشبة محروقة. ولكن الله نظر إلى صبره وشفاه من مرضه وزالت عنه الأوجاع وحلت عليه نعمة الله. وبعد مرور الزمن، اجتمع حوله 500 راهب فأصبح أبًا لهم وتم انتخابه ليُرسم قسًا. وعندما حضر أمام البطريرك لرسامته، أراد البطريرك اختباره فقال للشيوخ: "من ذا الذي أتى بهذا الأسود إلى هنا؟ أطردوه". فأطاع موسى وخرج وهو يقول لنفسه: "حسنًا عملوا بك يا أسود اللون". لكن البطريرك استدعاه مرة أخرى ورسمه قسًا وقال له: "يا موسى، لقد صرت الآن كلك أبيض".

'من قتل بالسيف، يُقتل بالسيف'" 

'من قتل بالسيف، يُقتل بالسيف'" 

وقد حدث أن ذهب مع الشيوخ إلى القديس مقاريوس الكبير، وقال لهم القديس مقاريوس: "إني أرى بينكم شخصًا يحمل إكليل الشهادة". فرد عليه القديس موسى الأسود: "ربما أكون أنا ذلك الشخص، لأنه مكتوب: 'من قتل بالسيف، يُقتل بالسيف'". وعندما عاد إلى ديره، لم يمض وقت طويل حتى هاجم البربر الدير. فقال للرهبان الذين كانوا معه: "من أراد الفرار، فليفر". فسألوه: "ولماذا لا تفر أنت يا أبانا؟" فأجاب: "لقد كنت أنتظر هذا اليوم لسنوات عديدة". فدخل البربر وقتلوه هو وسبعة من الرهبان الذين كانوا معه، باستثناء راهب واحد اختبأ خلف حصير. وشاهد ذلك الراهب ملاك الرب وهو يحمل إكليلًا ويقف في انتظاره، فلم يتردد في الخروج إلى البربر الذين قتلوه أيضًا.

كتاب السنكسار

ويشير كتاب السنكسار إلى "أن نتأمل، أيها الأحباء، في قوة التوبة وما أحدثته، حيث تحول عبد كان كافرًا وقاتلًا وزانيًا وسارقًا إلى أب ومعلم ومعزي وكاهن ومؤسس لقوانين الرهبنة، وأصبح اسمه مذكورًا على المذابح، ويُحفظ جسده الآن في دير القديسة العذراء 'البرموس'" بالوقت الحالي.

          
تم نسخ الرابط