تذكار استشهاد القديسة صوفيا

الكنيسة تحتفي اليوم بتذكار استشهاد القديسة صوفيا: من الإيمان المسيحي إلى مسجد آيا صوفيا بقرار أردوغان

تذكار استشهاد القديسة
تذكار استشهاد القديسة صوفيا

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد 15 سبتمبر 2024 بتذكار استشهاد القديسة صوفيا، التي تعتبر واحدة من أبرز الشخصيات المسيحية التي سطر التاريخ قصتها بمداد من الإيمان والشجاعة. وتأتي هذه الذكرى تذكيرًا بالمحطات الهامة في حياة القديسة صوفيا، وتحول كنيسة آيا صوفيا من مكان عبادة مسيحي إلى مسجد بقرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

حياة القديسة صوفيا واستشهادها

صورة الشهيدة

تروي كتب "السنكسار" عن حياة القديسة صوفيا، التي نشأت في قلب مصر القديمة وأرادت أن تعتنق المسيحية. بدأت رحلتها من الإيمان بإيمان قوي وراحت تتردد على الكنيسة مع جاراتها المسيحيات. قررت القديسة صوفيا أن تتبع طريق الإيمان المسيحي بجدية، فذهبت إلى أسقف منف حيث تم تعميدها باسم الآب والابن والروح القدس.

لكن إيمانها الثابت لم يمر دون عواقب. فقد وُشيت إلى الوالي أكلوديوس، الذي استدعاها وواجهها بتهمتها. وعلى الرغم من تعرضها للتعذيب الشديد، بما في ذلك الضرب بأعصاب البقر وكوي مفاصلها، إلا أنها تمسكت بإيمانها وصاحت "أنا مسيحية" بكل قوة. وعندما أمر الوالي بقطع لسانها، عادت إلى السجن، لكنها لم تتنازل عن إيمانها.

ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد أُمر بقطع رأسها. قبل أن يُنفذ حكم الإعدام، قامت القديسة صوفيا بالصلاة طويلاً، طلبت فيها من الله أن يغفر للملك وجنوده. وبعد استشهادها، نجح أحد المؤمنين في نقل جسدها الطاهر إلى منزلها، حيث كان يظهر منه نور عظيم وروائح طيبة.

تاريخ كنيسة آيا صوفيا وتحولها

الكنيسة قبل تحولها لمسجد

بموجب قرار الإمبراطور البيزنطي قسطنطين البار، تم نقل جسد القديسة صوفيا إلى مدينة القسطنطينية، حيث بنيت كنيسة عظيمة تكريماً لها. وفي عام 537م، قام الإمبراطور البيزنطي يوستينيان الأول بترميم الكنيسة، وجعلها من أعاجيب العمارة. ومع مرور الوقت، تحولت الكنيسة إلى متحف بين عامي 1930 و1935.

لكن في 24 يوليو 2020، اتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرارًا بتحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، مما أثار جدلاً واسعاً بين الأوساط المسيحية والسلطات التركية. جاء هذا القرار في إطار توجهات السياسة التركية الحالية، وأثار موجة من ردود الأفعال المتباينة من مختلف الأطراف.

ختاماً

تظل ذكرى القديسة صوفيا علامة بارزة في التاريخ المسيحي، وتذكيراً بالعقيدة والثبات على الإيمان في مواجهة المحن. كما يذكر قرار تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد التحولات التاريخية التي مرت بها هذه الصروح العظيمة، وتبقى الذكرى بمثابة درس في الإيمان والتاريخ.

          
تم نسخ الرابط