أكبر مفاجأة تاريخية للأقباط .. ظهور وثيقة نادرة من عام 1953 تكشف منح إجازة رسمية في عيد القيامة ما سر الغاء اﻹجازة رغم الاعتراف الرسمي به؟

إجازة عيد القيامة .. يشهد الشارع المصري، وخاصة بين الأقباط، حالة من الغضب والاستياء بسبب ما اعتبروه تجاهلًا رسميًا من الحكومة المصرية لعيد القيامة المجيد، أحد أهم الأعياد المسيحية، والذي لم يُدرج ضمن قائمة الإجازات الرسمية المعلنة مؤخرًا من قبل رئاسة مجلس الوزراء. ورغم الإعلان عن منح إجازات رسمية لأعياد مثل عيد شم النسيم وعيد العمال وعيد تحرير سيناء، إلا أن بيان رئيس الوزراء خلا تمامًا من أي ذكر لعيد القيامة، ما أثار موجة من الانتقادات الواسعة تجاه ما وُصف بتجاهل متعمد لهذا العيد الديني الكبير.
غياب عيد القيامة عن قائمة الإجازات يثير الجدل
أثار البيان الحكومي، الذي صدر بشأن الإجازات الرسمية لشهر أبريل، استياء قطاع كبير من المواطنين المسيحيين، خاصة بعد أن غاب عنه ذكر عيد القيامة المجيد. ويرى الكثيرون أن تجاهل العيد يُعد تجاهلًا لمشاعر ملايين الأقباط في مصر، الذين يعتبرون هذا اليوم مناسبة دينية رئيسية، لا تقل أهمية عن عيد الميلاد، الذي كان قد أُدرج رسميًا كعطلة بقرار من الرئيس الأسبق حسني مبارك في أوائل الألفينات.
وطالب المنتقدون الدولة بالاعتراف بعيد القيامة كإجازة رسمية، على غرار ما هو متبع في المناسبات الوطنية والدينية الأخرى التي تجمع المصريين على اختلاف دياناتهم. وأشاروا إلى أن الاعتراف بالإجازة لا يعني تدخلًا في العقيدة أو الإيمان، وإنما هو احترام للتعددية الدينية وتجسيد فعلي لقيم المواطنة والمساواة.
ازدواجية التعامل مع الأعياد.. بين الميلاد والقيامة
العديد من المتابعين أكدوا أن التعامل مع الأعياد المسيحية لا يزال يشوبه نوع من التمييز، فرغم إقرار عيد الميلاد كعطلة رسمية، لا يزال عيد القيامة يعامل كأنه مناسبة داخلية لا تستحق أن تُدرج ضمن جدول الإجازات الرسمية للدولة، رغم تشابه طقوس الاحتفال وأهميته الدينية.
ويُعد هذا التجاهل غير مبرر، لا سيما أن ملايين المسلمين في مصر يشاركون الأقباط في تهنئة هذا العيد سنويًا، ويتوافدون على الكنائس للمعايدة والمشاركة في قداس العيد، في مشهد يعكس وحدة وتلاحم الشعب المصري، الأمر الذي يعزز من أهمية الاعتراف بهذا اليوم كإجازة رسمية تتيح لكل الأطياف فرصة التلاقي والاحتفال سويًا.
أزمة المؤسسات التعليمية مع طلاب الأقباط
من أبرز التحديات التي يواجهها الأقباط حاليًا هو استمرار بعض المدارس والجامعات في عدم منح الطلاب المسيحيين إجازة في أعيادهم الدينية، وعلى رأسها عيد القيامة وعيد الغطاس وخميس العهد وأحد السعف، مما يضع هؤلاء الطلاب في موقف صعب، بين الالتزام الديني ومتطلبات الدراسة.
ورغم قيام بعض الجامعات بتعديل مواعيد الامتحانات احترامًا للمناسبات الدينية، إلا أن عددًا من المؤسسات التعليمية ما تزال تتجاهل هذه الأعياد، ما يفاقم شعور الطلاب بالتمييز وعدم الإنصاف. ويطالب أولياء الأمور بتطبيق نظام موحد يعترف بهذه المناسبات كأيام راحة للطلاب المسيحيين دون اضطرارهم إلى تقديم أعذار أو التفاوض مع الإدارات.
وثيقة تاريخية تكشف عن الاعتراف السابق بعيد القيامة
اللافت أن تجاهل عيد القيامة كإجازة رسمية ليس له جذور قانونية راسخة، فقد كشفت وثيقة رسمية تعود إلى عام 1953، في نهاية الحقبة الملكية، عن صدور قرار حكومي يمنح المصريين إجازات رسمية في عدد من الأعياد، من بينها عيد القيامة المجيد وعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، بالإضافة إلى رأس السنة الهجرية، بل ورأس السنة العبرية احترامًا لوجود جالية يهودية آنذاك في مصر.
هذا القرار يعكس كيف كانت الدولة المصرية تتعامل قديمًا مع جميع المواطنين على أساس المواطنة الكاملة دون تمييز ديني، وهو ما يُعد نموذجًا يُحتذى به في ظل مطالبات اليوم بإقرار مبدأ المساواة بشكل فعلي وليس فقط في الدساتير والقوانين.


تجارب إيجابية.. ولكنها تظل فردية
رغم عدم صدور قرار رسمي حتى الآن باعتبار عيد القيامة المجيد عطلة رسمية على مستوى الجمهورية، إلا أن بعض المؤسسات المحلية اتخذت قرارات داخلية إيجابية. فقد أعلنت محافظة القاهرة، في منشور رسمي، عن منح المسيحيين العاملين بها إجازة في مناسبات دينية عدة، منها عيد الميلاد، عيد الغطاس، أحد السعف، خميس العهد، عيد العذراء، وعيد القيامة.
كما شملت هذه القرارات السماح بانصراف الموظفين الأقباط مبكرًا في وقفات الأعياد، مثل وقفة عيد الميلاد وخميس العهد ورأس السنة القبطية، في خطوة لاقت إشادة واسعة من المهتمين بحقوق المواطنة، لكنها تبقى إجراءات محلية محدودة لا تغني عن الحاجة لقرار عام وشامل على مستوى الدولة.
المحاكم تعمل في الأعياد.. والمحامون الأقباط محرومون من احتفالهم
في سياق آخر، تكررت شكاوى من بعض المحامين الأقباط بسبب استمرار انعقاد الجلسات في المحاكم حتى في يوم عيد القيامة، ما يحرمهم من الاحتفال والمشاركة في طقوس هذا العيد، كما يحدث سنويًا. وطالب المحامون بضرورة مراعاة الأعياد المسيحية في جدول جلسات المحاكم، على غرار ما يتم في الأعياد الإسلامية.
الجمهورية الجديدة ومطلب الاعتراف الكامل بالمواطنة
في ظل الحديث عن بناء "الجمهورية الجديدة"، تبرز الحاجة إلى اتخاذ خطوات عملية وجادة لتجسيد مفهوم المواطنة الكاملة، والمساواة بين جميع المواطنين، مسلمين ومسيحيين، دون تمييز.
ويُعد إقرار عيد القيامة المجيد كعطلة رسمية خطوة رمزية مهمة في هذا الاتجاه، تعزز من ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، وتعيد التأكيد على وحدة النسيج الوطني المصري، كما تدعم الجهود الرامية لبناء مجتمع أكثر عدالة وتسامحًا واحتواءً للجميع.
- إجازة
- إجازة عيد القيامة
- إجازات الرسمية
- الأعياد المسيحية
- إجازات
- عيد القيامة المجيد
- عيد شم النسيم
- رئيس الوزراء