الشمس ترسل تحذيرًا ناريًا .. عواصف شمسية مرتقبة تثير القلق هل تتوقف خدمات الإنترنت والأتصالات قريبًا وهل ستصل مصر؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

 عواصف شمسية .. في مشهد فضائي يثير اهتمام العلماء والباحثين حول العالم، تستعد الأرض لاستقبال موجة من العواصف المغناطيسية القادمة من الشمس، وسط تحذيرات من تأثيرات قد تطال شبكات الطاقة والأقمار الاصطناعية. وبينما قد تبدو هذه الظاهرة غير مألوفة لعامة الناس، فإنها تمثل فرصة علمية مدهشة لدراسة التفاعل الدقيق والمعقد بين الشمس وكوكب الأرض، في وقت تتزايد فيه وتيرة الظواهر الشمسية المؤثرة على كوكبنا

 

انفجار شمسي من الفئة M يعلن بداية النشاط


شهد سطح الشمس، في يوم الإثنين الماضي، ومضة قوية من نوع M4.3، وهي إحدى الدرجات المتقدمة من النشاط الشمسي، مما يشير إلى وجود انبعاثات طاقية عالية من سطح الشمس. وقد أكد معهد أبحاث الفضاء ومختبر علم الفلك التابعين للأكاديمية الروسية للعلوم أن هذه الومضة تمثل مقدمة لعواصف مغناطيسية متوقعة خلال الأيام القادمة. وأشارت التقديرات إلى أن هذه العواصف ستبدأ في الظهور على كوكب الأرض اعتبارًا من يوم الأربعاء، حيث يُتوقع أن تتراوح شدتها ما بين G1 (ضعيفة) وG2 (متوسطة).

 

تأثيرات محتملة على الأقمار والاتصالات


رغم أن العواصف المرتقبة تُصنّف على أنها خفيفة إلى متوسطة التأثير، إلا أن المختصين يحذرون من أن بعض الأنظمة قد تشهد تأثرًا ملحوظًا. من أبرز هذه الأنظمة الأقمار الاصطناعية، التي قد تعاني من اضطرابات طفيفة في مدارها أو وظائفها. كما قد تتأثر شبكات الطاقة الكهربائية ببعض التقلبات الطفيفة، خصوصًا في المناطق القريبة من الأقطاب. ووفقًا لموقع "ذا ووتشرز"، المختص بمتابعة الظواهر الفضائية، فإن المناطق الشمالية في الولايات المتحدة وكندا قد تشهد ظهور الشفق القطبي، وهو عرض بصري مدهش ناتج عن تفاعل الجسيمات الشمسية مع الغلاف الجوي العلوي للأرض.

 

تحذيرات العلماء من التأثيرات المتأخرة


في تغريدة نشرتها عالمة الفيزياء المتخصصة في الطقس الفضائي، الدكتورة تاميثا سكوف، على منصة "إكس"، أوضحت أن هذه العواصف قد لا تصل مباشرة في الموعد المتوقع، لكنها قد تكون شديدة الكثافة عند وصولها، ما قد يؤدي إلى تأثيرات محسوسة على الأرض. وأشارت سكوف إلى احتمال اصطدام الرياح الشمسية بالمجال المغناطيسي للأرض في وقت متأخر من يوم 15 أبريل أو في الساعات الأولى من يوم 16 أبريل، مؤكدة أهمية متابعة بيانات الرصد باستمرار لتقييم مدى قوة التفاعل.

 

نشاط إشعاعي مرتفع وتحذيرات مسبقة


خلال الـ24 ساعة الماضية، رصدت أجهزة المراقبة الفضائية ارتفاعًا في تدفق الإلكترونات عالية الطاقة، والتي تجاوزت حاجز 2 مليون إلكترون فولت، ما يشير إلى نشاط إشعاعي متزايد في الفضاء القريب من الأرض. ورغم أن تدفق البروتونات ما زال ضمن النطاق الطبيعي، فإن هذا التفاوت يؤكد اقتراب العاصفة الشمسية واحتمالية تأثيرها خلال الساعات أو الأيام المقبلة، خصوصًا إذا كانت مصحوبة بانبعاثات كتلية إكليلية قوية (CMEs).

 

كيف يتم تصنيف العواصف المغناطيسية؟


يعتمد العلماء في تقييم العواصف المغناطيسية على مقياس مؤلف من خمس درجات تبدأ بـ G1 (الأضعف) وتنتهي بـ G5 (الأقوى). وتعتمد هذه الدرجات على سرعة الرياح الشمسية، وكثافتها، واتجاهها، ومدى تفاعلها مع المجال المغناطيسي للأرض. وتلعب الانبعاثات الكتلية الإكليلية دورًا رئيسيًا في هذه العواصف، إذ إنها تحمل كميات ضخمة من الجسيمات الشمسية المشحونة التي بإمكانها إحداث اضطرابات في المجال المغناطيسي الأرضي عند اصطدامها به.

صورة ارشيفية 

فرصة للبحث العلمي وتوسيع الفهم الكوني


في ظل هذه الظاهرة، يؤكد العلماء ضرورة مواصلة التنسيق بين مراكز الأبحاث العالمية لمتابعة التغيرات في نشاط الشمس وتأثيرها المباشر على الأرض. إذ تمثل هذه العواصف، رغم كونها خفيفة نسبيًا، فرصة ثمينة للباحثين لفهم كيفية تفاعل كوكبنا مع الطاقة الشمسية وتأثيراتها على أنظمتنا الإلكترونية، والبيئية، والمناخية.

 

علاقة الشمس بالأرض.. تذكير بقوة الكون


من خلال هذه الظواهر، يتأكد مجددًا أن كوكب الأرض ليس معزولًا عن محيطه الكوني، بل هو جزء من منظومة حيوية تؤثر وتتأثر بمكوناتها. فرغم التطور التكنولوجي الهائل، تظل الظواهر الكونية مثل العواصف المغناطيسية تذكيرًا بقوة الطبيعة التي لا تزال تحوي الكثير من الأسرار الغامضة في الفضاء السحيق، والتي لا يزال العلماء يعملون جاهدين لاكتشافها وفهمها بشكل أعمق.

 

 

 

          
تم نسخ الرابط