رحيل رجل الدولة: فؤاد المبزع يطوي صفحة من تاريخ تونس الحديث

"وداعًا فؤاد المبزع".. وفاة الرئيس التونسي الأسبق ورمز المرحلة الانتقالية بعد ثورة يناير 2011

رحيل رجل الدولة:
رحيل رجل الدولة: فؤاد المبزع يطوي صفحة من تاريخ تونس الحديث

أعلنت وسائل الإعلام التونسية والعربية، مساء اليوم، وفاة الرئيس التونسي الأسبق فؤاد المبزع عن عمر يناهز 91 عامًا، وفق ما أفاد به مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل. وبهذا الإعلان، تطوي تونس فصلًا من فصولها السياسية الحاسمة، حيث مثّل فؤاد المبزع أحد أبرز الشخصيات التي قادت البلاد خلال مرحلة دقيقة أعقبت الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

من هو فؤاد المبزع؟

وُلد فؤاد المبزع في 13 يونيو 1933 بالعاصمة تونس، وتلقى تعليمه الثانوي في المدرسة الصادقية، قبل أن يسافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته العليا في مجالي القانون والاقتصاد في باريس. على مدى أكثر من خمسة عقود، ظل اسمه حاضرًا في الحياة السياسية والدبلوماسية التونسية، وتولى مسؤوليات وزارية وسفارات، إضافة إلى رئاسته المؤقتة للجمهورية في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ تونس.

المسيرة السياسية والدبلوماسية

امتدت مسيرة فؤاد المبزع إلى مواقع متعددة داخل أجهزة الدولة، من بينها:

  • مدير الأمن الوطني (1965 - 1967)
  • رئيس بلدية تونس (1969 - 1973)
  • وزير للشباب والرياضة، والصحة، والثقافة والإعلام خلال السبعينيات والثمانينيات
  • سفير تونس لدى المغرب، ومندوبها لدى الأمم المتحدة
  • رئيس بلدية قرطاج (1995 - 1998)
  • وزير في حكومة الحبيب بورقيبة، ثم حكومة زين العابدين بن علي حتى عام 1988
  • رئيس مجلس النواب من 1997 حتى 2011

وفي أعقاب الثورة التونسية في يناير 2011، تولى فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بالنيابة، وفقًا للدستور، وقاد البلاد حتى انتخابات المجلس التأسيسي في يوليو 2011، التي أفرزت لاحقًا انتخاب المنصف المرزوقي رئيسًا مؤقتًا للجمهورية.

موقفه من الأزمة السياسية بعد الثورة

رغم انتمائه لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي، استقال فؤاد المبزع منه في 18 يناير 2011 في محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتماشى مع متطلبات المرحلة الانتقالية بعد الثورة. وتميزت رئاسته المؤقتة بالهدوء والحكمة، وسعى خلالها إلى تهدئة الأوضاع وتمهيد الطريق نحو انتقال ديمقراطي سلمي.

ردود الأفعال والرمزية التاريخية

جاءت وفاة فؤاد المبزع لتثير موجة من الحزن في الأوساط السياسية والشعبية التونسية، حيث عُرف بحرصه على المصلحة العامة وحضوره القوي في مراحل مفصلية. واعتبر كثيرون أن المبزع كان بمثابة "صمّام الأمان" خلال لحظة فارقة، إذ تولى قيادة البلاد في فترة غابت فيها الرؤية وتزايدت فيها المخاوف من الفوضى.

خلاصة القول

بوفاة فؤاد المبزع، تفقد تونس أحد أبرز رجالاتها السياسيين الذين خدموا الدولة في مختلف المواقع لعقود، ووقفوا على خط النار خلال مرحلة انتقالية شديدة التعقيد. كان رمزًا للهدوء السياسي والتوازن الوطني، وستظل بصماته حاضرة في ذاكرة الجمهورية التونسية، لا سيّما خلال ما عُرف بـ"مرحلة ما بعد الثورة".

          
تم نسخ الرابط