فاطمة ناعوت تكتب هل أنت مسيحي؟ هل انت معوق؟

الحق والضلال

توضيح جديد لمن يعاني مشكلة في فهم ما هو واضح.


(بداية أعتذرُ عن الكلمة الصعبة في عنوان البوست. فأنتم تعلمون أنني أطلق على أولئك الرائعين مفردة: "استثنائيين" لكنني مضطرة لاستخدامها وستعرفون السبب مع نهاية البوست.)
أود أن أطرح عليكم سؤالين حتى أستضيء بآرائكم.
في أمريكا وكندا وأوروبا والبلاد المتحضرة التي تحترم "الإنسانَ" مثل الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، توجد أماكن مميزة في مواقف صف السيارات لذوي الاحتياجات الخاصة (Disabled) أو المعوقين (وأعتذر مجددا عن الكلمة). والدولة تمنح المعوقَ ستيكر خاص (عليه رسم مقعد متحرك) يُعلق على سيارة كل "استثنائي" لكي يكون له الحق في التمتع بمكان لركن سيارته بيسر ودون تعب، (من منطق: مش هنبقى احنا والزمن عليه). ويا ويلك وسواد ليلك بقا لو كنت سليما معافى (زي ضلفة الباب) وصففت سيارتك في ذلك المكان المخطط باللون الأزرق عادة. ستدفع غرامة ضخمة وتتعرض للمساءلة القانونية.
بعض المصرييين (الفهلوية) اللي عايشين في بلاد برا، يستخرجون بطرق ملتوية ذلك الكارت ( وهما مش معوقين ولا حاجة) ويعلقونه في سياراتهم (لسرقة) حقوق المعاقين.
السؤال الأول:
- ما تقييمك لهذا السلوك؟
هل تقوم بعمل تلك الشارة بشكل غير قانوني للتمتع بمزايا ليست لك؟ أم تشكر ربنا على نعمة الصحة وتحاول البحث عن مكان لصف سيارتك ولا (تسرق) حقوق مأزومين؟
السؤال الثاني:
افترض أنك مواطن لك كامل حقوق المواطنة في بلدك، كما ينص دستور بلدك، لكن معتقدك الديني مختلف عن معتقد الأغلبية في بلدك، وبلدك للأسف من دول العالم العاشر التي تعاني من انهيار في منظومة التعليم والثقافة والأخلاق والذوق والقانون الخ، فتعاني حضرتك من مضايقات وسخافات "وبلطجة" بعض المتطرفين التكفيرين، وفي معظم الأحيان الدولة لا تنصفك لأن القانون في بلادك (بعافية).
السؤال:
لو كنت ما سبق، هل تُفضّل أن تكافح بسُموّ وشرف من أجل نيل "حقوق" مواطنتك "الكاملة" كمواطن (صاحب بلد وليس ضيفًا ولا وافدًا) فتأخذ حقوقك بقوة وعزة كما ينص دستور بلدك، وتحاول أن تعلم الناس ما يجهلونه من معنى المواطَنة كحق أصيل لك، أم تلجأ إلى الاستضعاف والمسكنة وتقول: "أنا مواطن من الدرجة الثانية، أرجوكم أمنحوني حقوق "الأقلية" (في بلدي!!!) وساعدوني كما تساعدون "المعوق" في بلاد الغرب؟
هل ترى نفسك "مواطنًا" أم "وافدًا" في بلدك؟
أنتظر إجاباتكم دون تجاوز أو خروج عن الموضوع من فضلكم.



ملحوظة عابرة يعرفها كل من يقرأني ويتابع رسالتي:
دائما انتقدُ أي مسيحي يقول لي: “شكرًا عشان بتدافعي عن المسيحيين".
فأرد عليه وأقول: “أرفض كلمة: "تدافعي"؛ لأن المسيحي ليس متهمًا لكي يحتاج "دفاع".
إنما أنا أنتصر للحق وأدافع عن حقوق المواطنة. المسيحي في مصر يحتاج أن ينال حقوقه المهدَرة في بلده بالدستور والقانون والتعليم الصحيح، وليس يحتاج إلى من "يدافع" عنه كمتهم.
فاطمة ناعوت

          
تم نسخ الرابط