بالتفاصيل.. ماذا تفعل الجماعات الإرهابية لغسل مخ الانتحاري في 6 أشهر؟
بالتفاصيل ماذا تفعل الجماعات الإرهابية لغسل مخ الانتحاري في 6 أشهر؟
6 أشهر هي المدة التي تحتاجها الجماعة الإرهابية لعملية غسل مخ للشاب حتى يقوم بتنفيذ عملية انتحارية هذا ما صرح به د. أحمد عكاشة- أستاذ الطب النفسي- والذي يؤكد أن عملية العزل عن كل المحيطين البداية في غسل المخ فما الذي تفعله الجماعات الإرهابية لغسل مخ الانتحاري في 6 أشهر؟
هناك العديد من المواقع الجهادية التي تحتوي على محاضرات لبعض الجهاديين والتي تتحدث عن كل شيء يخص الإرهاب، ومنها محاضرات عبد الله العدم الذي يعتبر مرجع في صناعة الإرهاب، ولديه محاضرات بعنوان" صناعة الإرهاب"، أما عن إعداد الشخص للقيام بعملية انتحارية فيتم ذلك ببطء مع الشخص لإعداده لمثل هذا النوع من الجرائم البشعة للشخص بحق نفسه وحق من يعتدي عليهم عندما يُفجّر نفسه، حسب تعبير الكاتب السعودي إبراهيم حسن الخضير، ويستخدمون شباباً صغارا في السن ، حيث يسهل غسيل الدماغ لمن هم في سنٍ صغير، وغالباً ما يكون لدى هؤلاء بعض المشاكل النفسية، وسهولة الانقياد التي تتسم بها شخصياتهم فيُصبحون صيداً سهلاً للمخططين والمدبرين لمثل هذه العمليات.
ويرصد الكاتب أهم الأمور التي تعتمد عليها الجماعات التخريبية، وهي كالتالي:
أولاً: الرصد الحذر ومراقبة سلوكيات من يُريدون تجنيده ، عبر أشخاص عليهم سمة الصلاح والتقوى ، ولا يدور حولهم أي شك في سلوكياتهم. هؤلاء الأشخاص يقومون بتعميق التدين بصورة مخالفة للممارسات الدينية السائدة في المجتمع ، وغرس الكراهية لدى الشاب لمجتمعه عبر ضرب أمثلة للأمور السيئة التي توجد في المجتمع ويرى هذا الشخص ردة فعل هذا الشاب ، ومن هنا يكون الانطلاق نحو تعزيز فكره لكراهية المجتمع، وتقريب الشاب من أشخاص آخرين ، إذا رأى فيه بذرة جيدة لتجنيده ، وينسحب الشخص الذي بدأ معه.
عندئذ يتم جمع هذا الشاب مع آخرين في أماكن أخرى غير المساجد كاستراحات يستخدمها هؤلاء المدبّرين لنقل الشاب لمرحلةٍ أخرى.
ثانياً: عندما يصل الشاب إلى هذه المرحلة من الاجتماعات في الاستراحات ، وتكون لديه فكر مسبق لسوء المجتمع وفساده ، فهنا يتم عبر أشخاص متخصصين في غسيل الدماغ حول الجهاد ودروس من التاريخ الإسلامي والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل هذا الدين الذي تخلى عنه أهله وأصبح الشيوخ لا يهتمون لنصرة هذا الدين ، حيث ركنوا للدعة ورغد العيش ، وإن الإسلام بحاجةٍ إلى من يذود عنه لإعادة المجد الإسلامي المفقود.
ثالثاً: عند تكرار هذه الدروس والأفكار على الشاب ، يرون من خلال شخصيته هل هو من الذين تأثروا بشكل كبير وأصبح جاهزاً لأن يُسلّم نفسه لشيوخه ويفعل أي أمر يُطلب منه. حيث يبدأون في الثناء على الشباب الذين منّ الله عليهم بالشهادة وأنهم الآن ينعمون برغد العيش في جنات النعيم حيث أنهم استشهدوا وكرّمهم الله بهذا الفضل العظيم ويتمنون لو أنهم مكان هؤلاء الشهداء.
رابعاً: لا يطلبون من الشخص مباشرة أن يرتدي حزاماً ناسفاً ويذهب إلى تفجير نفسه، بل يختبرون إلى أي مدى وصل تأثره بالخطوات التي مرّ بها، ويقومون بتجنيد أشخاص أمامه للقيام بعمليات انتحارية ، ويرى مدى السرور الذي يبدو على مُحيا هؤلاء الذي تم اختيارهم للقيام بعمليات انتحارية (وكما شاهدت على احدى قنوات التلفزيون عبر شريط بثته القاعدة ، شابا –يبدو أنه فعلاً تحت تأثير أدوية نفسية- في مقتبل العمر يستعد لتفجير ناقلة مياه بأن ليس بينه وبين الجنة سوى هذا الحقل ! وبعدها يذهب إلى الحور العين اللاتي ينتظرنه ويراهن في المقعد المجاور له!)، عندما يرى هذا الشاب حماس رفاقه فإنه يتحمّس مثلهم ويتمنى بأن يكون واحداً ممن يشتركون في العمليات الانتحارية القادمة.
خامساً: ثمة أمور تساعد الجهات التي تُنفذ العمليات الانتحارية ، ويعي ذلك جيداً المخططون والممولون للجماعات ، فالشاب الذي يُعاني من ضياع في الهوية ، ويبحث عن انتماء لأي جماعة ليشعر بأنه شخص مرغوب به من جماعة أياً كانت ، فهذا صيدٌ سهل وربما تم تسريع عملية تجنيده. الشاب الذي يُعاني من الاكتئاب ؛ لأن الاكتئاب في سن المراهقة يرتفع ، حتى أن بعض الدراسات الأخيرة أشارت إلى أن الاكتئاب قد يصل إلى ما نسبته 13% بين المراهقين .
الشاب المكتئب لديه كره للحياة ويرى أن الحياة عبء عليه ، لذلك فهو يُفكّر في الموت كثيراً ، لذلك وجود من يُعطيه سبباً رائعاً ( من وجهة نظر الشاب) ، يجعله ينتشي لفكرة الموت لسببٍ سامٍ وهو الذود ورفعة الدين الإسلامي وقتل الكفّار (والكفاّر هؤلاء من وجهة نظر المخططين ، قد يكونون مسلمين أو غير المسلمين). مثل هذا الشاب قد يُستغّل بأسرع وقت حتى لا يصحو من اكتئابه!
الشباب الذين يعانون من مشاكل أسرية ، كالخلافات بين الوالدين وعدم استقرار الأسرة ، أو أن يكون والده مدمنا أو ليس من الآباء الذين ينتبهون لأبنائهم بشكلٍ جيد ، مثل هذا الشاب الذي يُعاني تمزق عائلته ، تقوم الجماعات باحتوائه وإعطائه العاطفة والشعور بالأمان الذين يفتقده ويوهمونه بأنهم عائلته ويقومون بإمداده بنصائح ظاهرها الخير وباطنها الشر.
يقدمون له المسكن إذا أراد أن ينتقل من عند والديه ويغدقون عليه بالأمور المادية ، ويُشجعونه على أن يكون فعلاً ابناً لهم.
ويقول ماهر فرغلي- والذي كان أحد أعضاء الجماعة الإسلامية في التسعينات-: الجماعة لا تنتقي عنصر لديه أفكار في أي اتجاه، فيبحثون عن العنصر الخام الذي لا ينتمي لأي أفكار أو تنظيم، ويستحثون عنده العاطفة الدينية، فيتحدثون معه عن الدين والعدل وأنه سيجد كل ما يتمناه في الدولة الإسلامية وسيكون قوي، ويتحدثون معه عن إقامة الخلافة العادلة التي بها الخليفة العادل أو المدينة الفاضلة، ثم التحدث معه عن إقامة الدين عن طريق إقامة جماعة لها أمير وله السمع والطاعة، فيدخل في الجماعة، ويسلم لها نفسه وينسى ذاته، لأن عقله أساسا" أبيض" ليس به أي أفكار، ويستطيعون تشكيله كما يريدون، ثم يتم إدخاله في كتب التاريخ وكل الكتب التي تتحدث عن السمع والطاعة والفقه، فيجعلونه دائما يعيش في إطار الماضي، والمستقبل الوحيد هو أنه ستكون هناك خلافة، وهو عالم خيالي ووهم
وهذا ما استغله البغدادي لضم الشباب لداعش، فكلمة الخلافة تعتبر مغناطيس يجذب العديد من الشباب، وهناك أمور مرحلية أخرى يدخل فيها الشاب، ويتم عرض فيديوهات وكتب معينة عليه، ويتعرف على شباب مثله، فيتم وضعه في دائرة بنفس الفكر ويتأثر بهم وبالمجتمع الجديد الذي دخله، لأن الجميع له لغة واحدة، فلا توجد في عقله أفكار سوى الأفكار التي تأتيه من الجماعة، ثم يبحثون عن" العوائق"، وهي أي عوائق من الممكن أن تعوق الشاب عن استكمال رحلته مع الجماعة، فيقومون بهدم تلك العوائق، فإذا كان الأهل هم العائق وأنهم يرفضون ما يقوم به توجهه الجماعة لفكرة أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وأن الدين أهم من بر الوالدين فيبعدوه عن أهله
وإذا كان العائق هو الخوف من السجون فيحدثونه عن الصبر على البلاء وثوابه، فالشاب يكون لعبة في أيديهم، أما من سيقوم بعمل عملية إرهابية فيكون له إعداد أعلى من كل ذلك، حيث يختارون أقوى الشباب وأقربهم للسمع والطاعة، ويقولون من يريد الشهادة فيجدون من يوافق على القيام بما يأمرونه به.
مصدر الخبر: