ترامب يؤدب أردوغان ويصدر هذا القرار
هل انقلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي نظيره التركى رجب طيب أردوغان حليفه في الناتو وقرر معاقبته ؟ سؤال بدأ يتردد في الأوساط الدولية، بعد أن قام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بتقديم مشروع قانون حول التعاون العسكرى مع تركيا ردا علي قيام أنقرة بشراء منظومة إس 400 الدفاعية الروسية، حيث يهدف المشروع إلي منع تسليم أنقرة مقاتلات " إف - 35 جوينت سترايك " التى تنتجها شركة لوكهيد مارتن.
الأزمة الجديدة الروسية الأمريكية يقع خلفها العديد من الأسباب لعل أهمها الدعم الكبير الذي تقدمه أمريكا للمقاتلين الأكراد في شمالي سوريا، حيث تواصل أمريكا دعمها العسكري لهم في إطار حملتها العسكرية في سوريا التي كانت تستهدف بشكل مرحلي عزل الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم داعش ، تمهيدا لإسقاطها في مرحلة تالية، وهو ما أحدث تقاربا أمريكيا كرديا اغضب أردوغان ، والذي بدوره حاول التقرب من موسكو بإقامة علاقات مباشرة معها، سواء علاقات سياسية أو عسكرية وهو ما ظهر في حصول تركيا علي المنظومة الروسية الدفاعية.
التقارب التركي الروسي تم ترجمته بغضب أمريكي لم يقف عند حد مشروع القانون بل تعداه إلي توجيه النقد اللاذع لأردوغان باتهامه بممارسة الحكم الطائش والتغاضى عن سيادة القانون".
كما ترجم الكونجرس الأمريكي غضبه من أردوغان بأن خرج السيناتور الجمهورى جيمس لانكفورد بوسائل الإعلام، ليؤكد أن قرارات أنقرة لا تخدم المصالح الأمريكية، وهو ما يجعل تسليم نظام أردوغان تكنولوجيا إف-35 الحساسة وقدراتها المتطورة محفوفًا بالمخاطر".
يذكر أن أنقرة كانت تسعى لشراء أكثر من 100 طائرة من طراز " إف-35"، والتى تسهم شركات تركية بإنتاج أجزاء منها، لكن مشروع القانون المقدم للكونجرس سيحول دون تسلميها أى طائرة، وسيمنعها أيضا من الحصول على الملكية الفكرية أو البيانات الفنية اللازمة لصيانة ودعم المقاتلات.
من جانبه حذر ويس ميتشل مساعد وزير الخارجية الأمريكي تركيا مطالبا إياها بان تتذكر عواقب التنازلات الإستراتيجية لموسكو لتحقيق أهداف فى سوريا، خاصة أن ذلك قد يعرضها لعقوبات حال شراء منظومة الدفاع الجوى إس-400، بل ستؤثر بشكل سلبى على مشاركتها فى برنامج "إف -35".
من ناحيته رد أردوغان علي تصريحات الخارجية الأمريكية، بالقول: إن الولايات المتحدة لم تساعد أنقرة أبدا فى الحصول على نظام دفاعى صاروخى، لذلك كان علينا البحث عن بدائل، وأن نوقع اتفاقا مبدئيا مع روسيا .
الأكثر من ذلك فقد اتهمت أنقرة الولايات المتحدة الأمريكية بتخصيص 300 مليون دولار من ميزانية عام 2019 لتدريب ودعم مليشيا " قوات سورية الديمقراطية " (قسد)، علاوة علي 250 مليون دولار سيتم تقديمها للقوة الأمنية الحدودية التي أسسها التنظيم شمال سورية، والتي ستتكون من 30 ألفا من الأكراد، كما خصصت مبلغ 850 مليون دولار لعمليات تدريب وتسليح قوات " البشمركة " في إقليم كردستان العراق.
التوتر بين الدولتين لن يتحسن قريبا، لان تركيا لن تتوقف عن ممارسة تحركاتها وتعاملاتها العسكرية مع روسيا، ولن يتوقف ترامب عن مساعدة الأكراد في سوريا.