هل يشكل بركان إتنا تهديداً للإسكندرية ومطروح؟

هل يشكل بركان إتنا تهديداً للإسكندرية ومطروح؟ نكشف حقائق حول الكارثة المحتملة التي تهدد البحر المتوسط

هل يشكل بركان إتنا
هل يشكل بركان إتنا تهديداً للإسكندرية ومطروح؟

في الأيام الأخيرة، تم تداول أنباء حول تأثير بركان في البحر الأبيض المتوسط على محافظة الإسكندرية والمحافظات الشمالية لمصر، في ظل تزايد الظواهر الطبيعية المقلقة خلال السنوات الأخيرة.

تأثير البركان على مصر

أفاد خبراء الأرصاد الجوية بأن نشاط بركان إتنا في جزيرة صقلية وبركان سترومبولي في إيطاليا قد أثر على مصر وشمال القارة الإفريقية.

البركان يهدد الإسكندرية ومطروح

البركان يهدد الإسكندرية ومطروح

وبحسب الخبراء، فإن مسار الانبعاثات البركانية قد وصل إلى شمال شرق ليبيا وامتد حتى الحدود الشمالية الغربية لمصر.

وقد أكدوا أن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكبريت في الجو يؤدي إلى زيادة تركيز هذا الغاز في سماء الدلتا، القاهرة، شمال الصعيد، مدن القناة، شمال سيناء، شمال الصحراء الغربية، واحة سيوة، ويتحرك هذا الغاز إلى هذه المناطق مع حركة الرياح.

لكن يجدر الذكر أن هذه الأحداث وقعت في وقت سابق خلال شهر يوليو، ولا توجد تأثيرات ملحوظة في الوقت الراهن.

مع اندلاع بركان "إتنا" في صقلية الإيطالية، ارتفعت مستويات القلق في تونس وليبيا مؤخرًا بشأن احتمالية تأثير البركان على سواحل البلدين، خاصةً بعد ملاحظة ارتفاع أمواج البحر. فهل يمكن أن يؤدي بركان إتنا إلى حدوث تسونامي في تونس؟

في ظل التضخيم والتقليل من الأحداث، سجل العديد من التونسيين والليبيين، إلى جانب بعض الصفحات المتخصصة في الطقس، تعليقات حول تأثير بركان صقلية على الشواطئ التونسية والليبية، وتساءلوا عن الإجراءات الوقائية التي ينبغي على السلطات اتخاذها للتقليل من هذه التأثيرات.

بركان "إتنا" في صقلية

قبل أيام قليلة، انفجر بركان قرب صقلية، مما أدى إلى توقف مؤقت لحركة الطيران لعدة ساعات، وبالتزامن مع هذا النشاط البركاني، أعلنت السلطات حالة الطوارئ.

وفقًا للمعهد الوطني للجيوفيزياء وعلم البراكين في إيطاليا، فقد تطايرت الحمم البركانية والرماد بكثافة من فوهة البركان نحو البحر.

وتم رصد زيادة في النشاط البركاني في منطقة جبل "سترومبولي"، وهي منطقة تشهد نشاطًا بركانيًا مستمرًا، حيث تم تحذير السكان المحليين لأخذ الحيطة والحذر خلال هذه الفترة.

تسونامي في تونس بسبب بركان إتنا؟

تسونامي في تونس بسبب بركان إتنا؟

الخبير البيئي التونسي، الدكتور حمدي حشاد، أوضح أن النشاط البركاني في صقلية يقع على بعد حوالي 450 كيلومترًا من شمال تونس، وهو أقرب نشاط بركاني لدولة عربية.

في تصريحات صحفية، ذكر أن النشاط البركاني أدى إلى تطاير الأتربة وغاز ثاني أكسيد الكبريت، الذي وصل بشكل أساسي إلى شرق ليبيا وغرب مصر، مشيرًا إلى أن هذا الغاز سام، لكن من المتوقع أن يكون تأثيره محدودًا عند الوصول، مؤكدًا على ضرورة مراقبة السلطات لهذا الأمر وإبلاغ السكان بالنتائج لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.

ردًا على التساؤلات حول احتمالية وقوع تسونامي نتيجة النشاط البركاني، استبعد الدكتور حشاد هذا الاحتمال، موضحًا أن حدوث تسونامي يتطلب زلزالًا كبيرًا في المنطقة، وهو غير متوفر في هذه الحالة.

وأكد حشاد أن ارتفاع الأمواج في تونس يعود إلى حركة المد والجزر، وبالتالي فإن المخاوف التي يعبر عنها الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي مبالغ فيها.

وفي الآونة الأخيرة، تناولت العديد من التقارير الإعلامية والعلمية مسألة احتمالية حدوث زلزال كبير في منطقة شمال إفريقيا قد يؤدي إلى موجات تسونامي. وقد أشارت مراكز الأبحاث والدوريات الأوروبية إلى هذه الإمكانية بشكل دوري، مما يثير القلق لدى العامة، لكن هذه التحذيرات لا تعني بالضرورة وجود خطر فوري.

الخبير البيئي يوضح أن التقارير الصادرة عن المراكز البحثية الإسبانية قد تم تضخيمها، مع الأخذ في الاعتبار أن الأخبار المتعلقة بالطقس والتغيرات المناخية تجد صدى واسعًا بين الجمهور. ويؤكد على أن العلم الحديث لم يتوصل بعد إلى تقنيات موثوقة للتنبؤ بالزلازل مسبقًا.

حدوث تسونامي في البحر المتوسط

حدوث تسونامي في البحر المتوسط

من جهة أخرى، نشرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالمحيطات تقريرًا يحذر من احتمالية حدوث تسونامي في البحر المتوسط خلال الثلاثين عامًا القادمة، مع توقعات بأن يتجاوز ارتفاع الأمواج مترًا واحدًا. ويُشير التقرير إلى أن شواطئ قادس وهويلفا الإسبانية قد تكون من بين الأكثر تضررًا نتيجة لهذه الظاهرة.

التقرير يكشف أيضًا عن احتمالية وقوع زلزال في منطقة سواحل شمال إفريقيا، والذي قد يتبعه تسونامي بأمواج تصل إلى ستة أمتار، مما يعني أن السواحل الإسبانية قد تواجه خطر الغرق في غضون 21 دقيقة، أو في أفضل الأحوال، سيكون أمام السكان 35 دقيقة للإخلاء.

وفقًا للعلماء، يُعتبر صدع ابن رشد البحري نقطة حرجة قد تشهد حدوث الزلزال المحتمل. ومع ذلك، يجب التعامل مع هذه التقارير بحذر، مع الأخذ في الاعتبار أن البحوث العلمية مستمرة وأن الوقاية والاستعداد لمثل هذه الكوارث يجب أن يكون على رأس الأولويات للحكومات والمؤسسات المعنية. ويبقى السؤال المطروح: كيف يمكن للمجتمعات المحلية والدولية التعاون لتقليل المخاطر والتأهب لمواجهة مثل هذه الأحداث الطبيعية الكبرى؟

          
تم نسخ الرابط