تصريح من دار الإفتاء يتسبب في صدمة كبيرة للبعض مع اقتراب "الكريسماس" ماذا قالت الإفتاء المصرية؟
في كل ام هناك من يهاجم احتفالات الكريسماس أو رأس السنة الميلادية، ولكن الإفتاء صرحت تصريحات تؤكد عكس ما يظنه البعض في الوقت الحالي، والذين يستغلون الاحتفالات من أجل الهجوم على الأقباط، وعلى المسلمين الذين يحتفلون مع شركائهم في الوطن، وأبرز الذين يتعرضون للهجوم كل عام هو "محمد صلاح" الذي ينشر صورته مع عائلته بجزار شجرة الكريسماس، ماذا قالت الإفتاء المصرية في حكم الاحتفال بالكريسماس أو رأس السنة الميلادية؟
رأي الإفتاء بشأن احتفال المسلمين بالكريسماس
ما حكم الاحتفال بالكريسماس رأس السنة الميلادية؟.. يعد هذا السؤال من أبرز الأسئلة التي يسألها المسلمين مع بداية شهر ديسمبر من كل عام، خاصةً أن هناك العديد من الأشخاص يطلقون تصريحات تحرم الاحتفال بالكريسماس من قبل المسلمين، ولك دار الإفتاء المصرية لها رأي آخر، حيث تبيح الاحتفال بالكريسماس من قبل المسلمين.
دار الإفتاء والاحتفال بالكريسماس
تستند الإفتاء المصرية في إباحة الاحتفال بالكريسماس على الحديث النبوي: "أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ" رواه البخاري؛ حيث أن الاحتفال بميلاد السيد المسيح ليس بالأمر المحرم على المسلمين.
ما حكم الاحتفال بالكريسماس رأس السنة الميلادية؟
ردت الإفتاء المصرية بالنص على هذا السؤال وقالت:
"إن المسلمين يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنها من أكبر نِعم الله تعالى على البشر.. الأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام على العالمين، وأشار الله تعالى إلى ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى: «وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا» [مريم: 15]، وقال عن سيدنا عيسى: «وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا» [مريم: 33]، وقال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ» [الصافات: 79]، وقال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ» [الصافات: 109]، ثم قال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ» [الصافات: 120]، إلى أن قال تعالى: «وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ» [الصافات: 181-182].".
حكم الاحتفال بالكريسماس توضحه الإفتاء
أكملت دار الإفتاء فتواها بإباحة الاحتفال بالكريسماس، وقالت:
"إذا كان الأمر كذلك، فإظهار الفرح بهم، وشكر الله تعالى على إرسالهم، والاحتفال والاحتفاء بهم؛ كل ذلك مشروع، بل هو من أنواع القرب التي يظهر فيها معنى الفرح والشكر لله على نعمه، وقد احتفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيوم نجاة سيدنا موسى من فرعون بالصيام؛ فروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يومًا -يعني: عاشوراء-، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرًا لله، فقال: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ» فصامه وأمر بصيامه. فلم يعدَّ هذا الاشتراك في الاحتفال بنجاة سيدنا موسى اشتراكًا في عقائد اليهود المخالفة لعقيدة الإسلام".
هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم؟
يعد هذا السؤال هو الأكثر تداولا في الوقت الحالي، وفي الأيام القادمة في عيد الميلاد يوم 7 يناير، وبعدها عيد القيامة، وغيرهم، وأجابت الإفناء على السؤال بالنص، وقالوا:
" أما تهنئة غير المسلمين من المواطنين الذين يعايشهم المسلم بما يحتفلون به؛ سواء في هذه المناسبة أو في غيرها؛ فلا مانع منها شرعًا، خاصة إذا كان بينهم وبين المسلمين صلة رحم أو قرابة أو جوار أو زمالة أو غير ذلك من العلاقات الإنسانية، وخاصة إذا كانوا يبادلونهم التهنئة في أعيادهم الإسلامية؛ حيث يقول الله تعالى: «وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا» [النساء: 86]، وليس في ذلك إقرار لهم على شيء من عقائدهم التي يخالفون فيها عقيدة الإسلام، بل هي من البرِّ والإقساط الذي يحبه الله؛ قال تعالى: «لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» [الممتحنة: 8].".