الشهادة المهمة التي قادت النيابة العامة إلى معرفة مكان دفن شهداء ليبيا ال21

الحق والضلال
مواضيع عامة

كتبت رينا يوسف

تختلط اليوم مشاعر الفرح مع الحزن احتفالا برجوع جثامين شهداء ليبيا العشرين الذين تم استشهادهم علي يد داعش في ليبيا يوم 15 فبراير 2015 وعودتهم الي مصر .وعلي الرغم من انه فات اكثر من ثلاث سنوات علي ذلك الا ان العنايه الالهيه ساعدت في كشف مكان جثامين الشهداء حيث تم القبض علي المصور الذي قام بتصوير مشاهد الذبح المؤلمة.وماقاله هذا المصور تقشعر له الابدان حيث انه قال: “في أواخر ديسمبر من عام 2014 كنت نائماً بمقر ديوان الهجرة والحدود بمنطقة السبعة بسرت أيقظني أمير الديوان (هاشم أبوسدرة) وطلب مني تجهيز سيارته وتوفير معدّات حفر ليتوجه كلانا إلى شاطئ البحر خلف فندق المهاري بسرت، وعند وصولنا للمكان شاهدت عدداً من أفراد التنظيم يرتدون زياً أسوداً موحداً وواحد وعشرين شخصاً آخرين بزي برتقالي اتضح أنهم مصريون، ما عدا واحد منهم أفريقي”.
يقول الشاهد: “وقفت مع الواقفين خلف آلات التصوير، وعلى رأسهم المدعو (أبوالمغيرة القحطاني) والي شمال أفريقيا وعرفت من الحاضرين أن مشهداً لذبح مسيحيين سيتم تنفيذه لإخراجه في إصدار للتنظيم، كانت الطقوس الجنائزية قد بدأت بل تكاد تصبح إصداراً مرئياً سيُرعب العالم
ويصف الشاهد بعض تفاصيل المكان الذي حدد خلف فندق “المهاري” بسرت فيقول: “كان بالمكان قضيبان فوقهما سكة متحركة عليها كرسي يجلس فوقه “محمد تويعب”، أمير ديوان الإعلام – وأمامه كاميرا وذراع طويلة متحركة في نهايتها كاميرا يتحكم بها “أبوعبدالله التشادي”– سعودي الجنسية- وهو جالس على كرسي أيضا إضافة إلى كاميرات مثبتة على الشاطئ فيما كان “أبومعاذ التكريتي” – والي شمال أفريقيا بعد مقتل القحطاني – المخرج والمشرف على كل حركة في المكان، فهو من يعطي الإذن بالتحرك والتوقف للجميع فقد أوقف الحركة أكثر من مرة لإعطاء توجيهات خاصة لـ “أبوعامر الجزراوي” – والي طرابلس- ليُعيد الكلام أو النظر باتجاه إحدى الكاميرات
“وتوقّف التصوير في إحدى المرات عندما حاول أحد الضحايا المقاومة فتوجه إليه “رمضان تويعب” وقام بضربه أما بقية الضحايا فقد كانوا مستسلمين بشكل تام إلى أن بدأت عملية الذبح قبل أن يلفظوا أنفاسهم
يتابع: “كان التكريتي لا يتوقف عن إصدار التوجيهات، إلى أن وضعت الرؤوس فوق الأجساد ووقف الجميع بعد ذلك طلب التكريتي من الجزراوي أن يغير من مكانه، ليكون وجهه مقابلا للبحر، ووضعت الكاميرا أمامه وبدأ يتحدث كانت هذه آخر لقطات التصوير
بعد انتهاء العملية أزال الذين شاركوا في الذبح أقنعتهم – يقول الشاهد – فتعرف على كل من “وليد الفرجاني”، “جعفر عزوز”، “أبوليث النوفلية”، “حنظلة التونسي”، “أبو أسامة الإرهابي” – وهو تونسي، “أبوحفص التونسي”، فيما كان الآخرون سمر البشرة، فيما كان “أبوعامر الجزراوي” قائد المجموعة، وهو من كان يلوح بالحربة ويتحدث باللغة الإنجليزية في الإصدار
وأخيرا يقول الشاهد: “أمر القحطاني بإخلاء الموقع فكانت مهمتي أخذ بعض الجثث بسياراتي والتوجه ب”إمرة المهدي دنقو” لدفن الجثث جنوب مدينة سرت في المنطقة الواقعة بين خشوم الخيل وطريق النهر
يشار إلى أن هذه الشهادة المهمة هي التي قادت النيابة العامة إلى مكان دفن الجثت، حيث تم الكشف عليها صباح يوم الجمعة 06 أكتوبر 2017
          
تم نسخ الرابط