أردوغان يعادي الأقباط مجددا ويعلن رفضة وقف تحويل كنيسة المخلص المقدس لمسجد

تحويل كنيسة المخلص المقدس لمسجد .. أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال لقائه برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في أنقرة، على قرار تحويل كنيسة المخلص المقدس الأرثوذكسية الأثرية في خورا بإسطنبول إلى مسجد، رغم الاعتراضات اليونانية الشديدة على هذه الخطوة. وقد استُقبل ميتسوتاكيس في زيارة رسمية إلى تركيا، والتي تُعد مؤشراً على تحسن العلاقات بين الدولتين الجارتين، العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

أردوغان يأمر تحويل كنيسة المخلص المقدس لمسجد :

أردوغان أشار إلى أن "مسجد كاريه" بعد تحويله سيظل مفتوحاً أمام الجميع، مؤكداً على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي وجعله متاحاً للأمة والإنسانية جمعاء.

لا يفوتك

زارها مريم ويسوع ويوسف .. تفاصيل وحكايات وأسرار تعرض لأول مرة عن الكنيسة المعلقة

مارتينا ممدوح وديع .. عقب اختفائها تظهر أوراق تكشف مفاجأة غير متوقعة بعد إشهار إسلامها

تاريخياً، تم تحويل كنيسة المخلص المقدس إلى مسجد بعد فترة وجيزة من سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين عام 1453، ومن ثم تحولت إلى متحف بعد الحرب العالمية الثانية، في إطار مساعي تركيا لإقامة جمهورية علمانية جديدة.

في عام 2020، اتخذت الحكومة التركية قراراً بتحويل كنيسة المخلص المقدس، التي تحمل قيمة رمزية كبيرة، إلى مسجد، مما أثار استياء الحكومة اليونانية. وقد عبر ميتسوتاكيس عن استيائه العميق، مشيراً إلى أن المدينة لا تفتقر إلى المساجد، وأن هذه الخطوة لا تُعد تعاملاً لائقاً مع التراث الثقافي، مذكراً بأن اسطنبول كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية والأرثوذكسية لأكثر من ألف عام.

وأكد ميتسوتاكيس أن تحويل كنيسة المخلص المقدس إلى مسجد يُعد عملاً غير ضروري واستفزازياً، ليس فقط بالنسبة للعلاقات اليونانية التركية، بل أيضاً بالنسبة للتراث العالمي واحترام طابعه الخالد.

وأشار إلى أن تزامن تنفيذ القرار مع زيارته سيتيح له فرصة طرح القضية والسعي لمعرفة إمكانية إلغاء القرار.

معلومات عن  كنيسة المخلص المقدس في تركيا :

كنيسة المخلص المقدس في تركيا، المعروفة أيضًا باسم كنيسة خورا، هي واحدة من الكنوز المعمارية والفنية البيزنطية التي تقف شاهدة على التاريخ الغني لمدينة إسطنبول. 

تقع في حي إديرنكابي، وهي جزء من بلدية منطقة الفاتح، وتُعد مثالًا رائعًا للفن المعماري البيزنطي.

تأسست الكنيسة في الأصل كجزء من مجمع دير في القرن الرابع، وقد شهدت العديد من التجديدات والتحولات عبر العصور. في القرن الحادي عشر، خضعت الكنيسة لتجديدات واسعة النطاق تحت رعاية السلالة الكومنية، والتي أضافت إليها الفسيفساء واللوحات الجدارية البيزنطية الرائعة التي تزين جدرانها الداخلية.

هذه الأعمال الفنية تصور مشاهد من حياة السيد المسيح والعذراء مريم، وتُعد من أبرز الأمثلة على الفن البيزنطي في عصر النهضة الباليولوجي.

وقد تم تحويل الكنيسة إلى مسجد في القرن السادس عشر خلال الفترة العثمانية، وأُضيفت إليها الخطوط الإسلامية والأعمال الفنية التي تمازجت مع الأيقونات المسيحية القائمة، مما خلق تناغمًا فريدًا بين التقاليد الدينية المختلفة.

في منتصف القرن العشرين، تم تحويل كنيسة خورا إلى متحف، مما سمح بالحفاظ على الأعمال الفنية الرائعة وعرضها للجمهور. 

ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، تم تحويلها مرة أخرى إلى مسجد، مما أثار جدلًا واسعًا ونقاشات حول الحفاظ على التراث الثقافي.

كنيسة المخلص المقدس في خورا تبقى رمزًا للتاريخ المعقد والمتداخل لإسطنبول، وتعكس الطبقات المتعددة من الهوية الثقافية والدينية التي شكلت المدينة عبر الزمن. 

إنها تدعو الزوار للتأمل في الجمال الفني والأهمية التاريخية، وتقدم نافذة فريدة على الماضي العريق لهذه المدينة العريقة.