عودة رفات مارمرقس لمصر

فرحة غامرة للاقباط: مصر تُكرم قديسها مار مرقس بعودة رفاته .. فى ذكراه الـ56

عودة رفات مارمرقس
عودة رفات مارمرقس لمصر

في يوم أمس السبت الموافق 22 يونيو 2024 للذكرى السنوية لاستلام رفات مار مرقس الرسول، احتفلت الكنيسة بالحدث الذي وقع في العام العاشر من حبرية البابا كيرلس السادس، البابا المائة والسادس عشر في تاريخ الكرازة المرقسية. تميز هذا اليوم، الخامس عشر من بؤونة لعام 1684 للشهداء، الموافق للثاني والعشرين من يونيو لعام 1968م، بأهميته التاريخية.

الوفد الرسمي ومهمة استلام الرفات

تناقلت الروايات التاريخية أحداث اليوم الذي شهد تسلم الوفد الرسمي المصري، الموفد من قبل البابا كيرلس السادس، لرفات القديس مار مرقس الرسول من البابا بولس السادس، بابا روما، في القصر البابوي بالفاتيكان.

تشكيل الوفد وأعضاؤه

كان الوفد مكونًا من عشرة مطارنة وأساقفة، بينهم سبعة من الأقباط وثلاثة من المطارنة الأثيوبيين، بالإضافة إلى ثلاثة أراخنة. وقد ترأس الوفد الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا وطما وتوابعها، يليه في الأقدمية الأنبا ميخائيل مطران أسيوط وتوابعها، والأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة وتوابعهما، وغيرهم من المطارنة والأساقفة البارزين.

الأراخنة المدنيون ودورهم

شارك في الوفد أيضًا أراخنة مدنيون بارزون، منهم إدوارد ميخائيل الأمين العام للجنة الملية لأوقاف البطريركية، وفرح إندراوس الأمين العام لهيئة الأوقاف القبطية، والمستشار فريد الفرعوني وكيل المجلس الملي بالإسكندرية.

عودة رفات مارمرقس لمصر

رحلة الوفد واستقباله في روما

غادر الوفد البابوي السكندري القاهرة في رحلة جوية خاصة يوم الخميس، الموافق للعشرين من يونيو لعام 1968م، متجهًا إلى روما. وكان في استقبالهم بمطار روما ممثلون عن البابا بولس السادس وسفير جمهورية مصر العربية لدى الفاتيكان.

الاستقبال البابوي السكندري لبابا روما وتسلم رفات مار مرقس الرسول

تم تحديد الساعة الثانية عشرة من صباح يوم السبت الموافق 15 بؤونة، 22 يونيو، لمقابلة الوفد البابوي السكندري لبابا روما وتسلم رفات مار مرقس الرسول. قبيل الموعد المحدد بوقت كاف، تحرك الركب المؤلف من الوفد البابوي السكندري وأعضاء البعثة الرومانية الكاثوليكية برئاسة الكاردينال دوفال، كاردينال الجزائر، ومعه المطران فيلبرا اندز، أمين عام لجنة العمل على اتحاد المسيحيين، والمطران أوليفوتي، مطران البندقية (فينيسيا)، وثلاثة من الكهنة في موكب رسمي. وقد أقلتهم سيارات الفاتيكان الفاخرة، تتقدمها الدراجات البخارية، إلى القصر البابوي بمدينة الفاتيكان.

اللقاء التاريخي في الفاتيكان

في تمام الساعة العاشرة، دخل الوفد البابوي السكندري يتقدمه الأنبا مرقس، مطران أبو تيج وطهطا، رئيس الوفد، يتبعه المطارنة والأساقفة بحسب ترتيب الرسامة ثم الأراخنة. كان البابا بولس السادس في استقبالهم عند مدخل مكتبه الخاص، واقفًا يستقبل رئيس وأعضاء الوفد الواحد تلو الآخر. ثم جلس على عرشه وجلس أعضاء الوفد، وبدأ البابا بولس السادس حديثه مرحبًا بالوفد، مشيدًا بالبابا كيرلس السادس وبكنيسة الإسكندرية، ومهنئًا بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة وباستلام رفات مار مرقس الرسول. رد الأنبا مرقس، رئيس الوفد، بكلمة قصيرة، معبرًا عن تحياته وتحيات بابا الإسكندرية، وسلمه خطابًا من البابا كيرلس السادس يوجه فيه الشكر إلى بابا روما ويفيده بأسماء أعضاء الوفد الرسمي المنتدبين لاستلام رفات القديس.

المراسم الروحانية لتسلم الرفات

بعد ذلك، نهض البابا بولس وأعضاء الوفد، وحمل بابا روما ورئيس الوفد السكندري معًا الصندوق الحاوي لرفات مار مرقس، وسار الجميع اثنين اثنين في موكب رسمي، انتقلوا من مكتب البابا إلى قاعة كبيرة كانت قد أعدت لاستقبال الأقباط المرافقين للوفد الرسمي ليشهدوا اللحظة المقدسة السعيدة. وضع صندوق الرفات على مائدة خاصة، ثم تقدم الحبر الروماني وسجد أمام الصندوق وقبله، وفعل كذلك الوفد البابوي السكندري. تلاه بقية أعضاء الوفد، وفي أثناء أداء هذه التحية الإكرامية لرفات مار مرقس الرسول، كان الكهنة القبط ينشدون الألحان الكنسية المناسبة. استحوذت السعادة على قلوب الجميع، مصريين وأجانب، ومرت اللحظات رهيبة وسعيدة، وكان الموقف كله مثيرًا، وخيم على القاعة جو عميق من الروحانية والتقوى والقداسة والورع.

المراسم الروحانية لتسلم الرفات

التقاء الشرق والغرب: عودة رفات مار مرقس

جلس بابا روما على عرشه، وفي تلك اللحظة التاريخية، قام الأنبا جريجوريوس ممثلاً الوفد المصري، وألقى خطاباً بالإنجليزية، نقل فيه تحيات البابا كيرلس السادس إلى البابا بولس السادس. عبر فيه عن فرحة المسيحيين في مصر وإثيوبيا بعودة رفات القديس مار مرقس الرسول، بعد أحد عشر قرناً من الغربة عن أرض الشهادة.

الاحتفاء بتاريخ كنيسة الإسكندرية

رد بابا روما بخطاب رسمي بالفرنسية، معبراً عن إعجابه بتاريخ كنيسة الإسكندرية العريق وكفاحها الطويل في سبيل العقيدة. أشاد بأبطالها وعلمائها الأجلاء كأثناسيوس الرسولي وكيرلس عمود الإيمان وبنتينوس وإكليمنضس، متمنياً أن يكون هذا الحفل رمزاً للمحبة والوحدة بين كنيستي الإسكندرية وروما. وطلب من رئيس وأعضاء البعثة البابوية الرومانية نقل تحياته ومودته وتقديره للبابا كيرلس السادس ولكهنة كنيسة الإسكندرية وشعب مصر.

تبادل الهدايا والتكريم

ثم قام البابا بولس والأنبا مرقس بتبادل الهدايا التذكارية، حيث قدم الأنبا مرقس هدايا البابا كيرلس السادس.

لحظات روحانية مهيبة

عمت السعادة الجميع، مصريين وأجانب، في تلك اللحظة المقدسة والبهيجة. وضع صندوق الرفات على مائدة معدة خصيصاً لهذا الغرض، وتقدم البابا الروماني وسجد أمام الصندوق مقبلاً إياه، وتبعه الوفد البابوي الإسكندري وبقية الأعضاء. وخلال هذه التحية الإكرامية لرفات القديس مار مرقس، كان الكهنة القبط يرتلون الألحان الكنسية الملائمة، وسادت القاعة أجواء من الروحانية والتقوى والقداسة والورع، مما جعل اللحظات تمر مهيبة ومفعمة بالسعادة.

          
تم نسخ الرابط