صورة حزينة من حادث أتوبيس الجلالة تكشف مأساه الطالب عمر بقى البالطو ورحل صاحبه
«اسم ابني عمر أحمد حسن.. حد يطمنا إحنا بنموت عليه» وانتشرت صور محادثة عبر الواتساب على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تداول أنباء عن انقلاب أتوبيس طلاب جامعة الجلالة بطريق السخنة كان الأمر يتعلق بمعلمة حزينة تحاول الحصول على معلومات عن ابنها، وهو طالب جامعي خاصة بعد أن علمت أن الحافلة كانت تنقل الطلاب من كلية الطب التي التحق بها ابنها قبل شهر بعد نجاحه بتفوق في الثانوية العامة.
البقاء لله.. لا ابني حي
وانتشرت الرسالة المؤثرة على نطاق واسع، خاصة بعد أن تلقت الأم القلقة رداً من محدثها بكلمة واحدة فقط: “البقاء لله”. لكن ردها كان مليئاً بالأمل: «لا عايش بيقولوا في الرعاية»، وكأن الأم نفسها تتمنى أن يكون الحديث صحيحاً وأن يكون ابنها من بين المصابين وأن يعود سالماً.
توجه والد الطالب عمر أحمد حسن، إلى المجمع الطبي بالسويس، حيث تم نقل ضحايا حادث أتوبيس الجلالة بحثًا عن ابنه، لكنه تلقى الجواب الذى صدمه: مش موجود هنا فقال الأب: يعني حياً أو ميتاً ألاقيه فين ثم جاء الجواب بالبحث عنه في المستشفى، فهرع إليهم بمساندة أصدقاء عمر وبعض أحبائه، ليتلقى الصدمة والرد نفسه الذي تلقته والدته عبر الواتساب: “البقاء لله عمر من المتوفين”.
لا تقلقي يا أمي الطريق آمن
بقدمين ثقيلتين ذهب والد عمر مع المختص إلى المشرحة للتعرف على الجثة، داعيا أن يكونوا مخطئين لكنه لم يجد أمام عينيه سوى وجه حبيبه، ينظر إليه بابتسامة فلذة كبده البريئة "طبيب الجنة" كما لقبه، لأن حلم ابنه كان أن يتخرج بامتياز ويحقق حلم حياته في أن يصبح طبيبًا مشهورًا، وهو يرتدي البالطو الأبيض بفخر وهو متوجه إلى الجامعة لكن البالطو الأبيض بقي ورحل صاحبه.
صرخات أطلقتها والدة عمر فور تأكيد والده خبر وفاته، وسط دعم أصدقائها ومحبيها وانهارت مرددة: "انا مشوفتوش من شهر وكان نازل إجازة عشان اشوفه قولتله بلاش الجامعه دى بعيده وقالى متقلقيش يا أمي، الطريق آمن الطريق خطف ابني. » في مقتبل العمر وهو عريس وطبيب في الجنة.
جنازة مهيبة
نعى الالاف من أهالي مدينة منوف بمحافظة المنوفية، جثمان عمر أحمد حسن، الطالب بكلية الطب، ضحية حادث أتوبيس الجلالة خلال جنازة مهيبة.
وأدى الأهالي صلاة الجنازة على الطالب، في حالة حزن من مسجد الشيخ زوين، ببلدة منوف، وحمل الناس الجثمان إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة بالقرية، في حالة حزن بين الجميع .