هل يصبح عيد القيامة إجازة مدفوعة الأجر للجميع أم للأقباط فقط وهل يضاف لجدول الإجازات الرسمية في مصر؟ .. قرار نهائي من الحكومة المصرية يجيب!

عيد القيامة
عيد القيامة

عيد القيامة .. تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر والعالم لاستقبال أحد أهم وأعظم المناسبات الدينية في المسيحية، وهو عيد القيامة المجيد لعام 2025. ويحلّ هذا العيد في يوم الأحد الموافق العشرين من أبريل لعام 2025، بعد انتهاء فترة الصوم الكبير التي تستمر لمدة خمسة وخمسين يومًا من الصلوات والتقشف والاستعداد الروحي. ويحمل عيد القيامة دلالات إيمانية وروحية عميقة، إذ يحتفل فيه الأقباط بقيامة السيد المسيح من بين الأموات، وهي المناسبة التي تُعد حجر الزاوية في العقيدة المسيحية.

قداس عيد القيامة المجيد برئاسة البابا تواضروس الثاني

من المقرر أن يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلوات قداس عيد القيامة المجيد ليلة سبت النور الموافق التاسع عشر من أبريل 2025. وتُقام الصلوات في الكاتدرائية المرقسية الكبرى في العباسية بالقاهرة، بمشاركة لفيف من الآباء الأساقفة والكهنة والشمامسة، إلى جانب حضور واسع من أبناء الشعب القبطي وشخصيات عامة ومسؤولين يمثلون الدولة، في مشهد يعكس أهمية الحدث في الحياة الدينية والاجتماعية.

كيف يتم تحديد موعد عيد القيامة في التقويم القبطي

يعتمد موعد عيد القيامة المجيد في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على حسابات دقيقة وفقًا للتقويم القبطي، حيث يرتبط بداية برصد توقيت ذبح خروف الفصح في الديانة اليهودية، والذي يُحسب بدوره وفقًا للتقويم القمري. وبعد تحديد ذلك التاريخ، يُحتفل بعيد القيامة في أول يوم أحد يلي عيد الفصح اليهودي مباشرة. هذا الربط التاريخي والرمزي بين العيدين يحمل دلالات لاهوتية وروحية عميقة في الإيمان المسيحي.

الصوم الكبير استعدادًا لعيد القيامة

تسبق الاحتفال بعيد القيامة المجيد فترة روحية تعرف بالصوم الكبير، تمتد على مدار خمسة وخمسين يومًا. وتُعتبر من أصوام الدرجة الأولى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يلتزم فيها الصائمون بنظام غذائي نباتي خالٍ من اللحوم والمنتجات الحيوانية. وتنقسم هذه الفترة إلى سبعة أسابيع، يُطلق على كل أسبوع منها اسم ودلالة روحية تهيئ النفس لقبول نعمة القيامة. وتُعد هذه المرحلة الروحية فرصة لتجديد الإيمان والتقرب إلى الله بالصلاة والتأمل وقراءة الكتاب المقدس.

عيد القيامة

الآحاد السبعة للصوم الكبير ومعانيها الروحية

لكل أحد من آحاد الصوم الكبير رسالة روحية خاصة تنعكس على حياة المؤمنين:

أحد الكنوز: يذكّر المؤمنين بأهمية التمسك بالكنوز السماوية وعدم التعلق بالماديات الزائلة.

أحد التجربة: يُبرز انتصار السيد المسيح على التجربة في البرية، ويُعطي المؤمنين مثالًا في مواجهة الشر.

أحد الابن الضال: يُجسد محبة الله اللامحدودة واستعداده الدائم لقبول التائبين.

أحد السامرية: يُسلط الضوء على قوة كلمة الله في تطهير القلب والنفس.

أحد المخلّع: يعبّر عن قدرة السيد المسيح على الشفاء الجسدي والروحي.

أحد التناصُر أو النور: يشير إلى الاستنارة الروحية الناتجة عن الإيمان والمعمودية.

أحد الشعانين: يخلّد دخول المسيح الانتصاري إلى أورشليم، ويمثل بداية أسبوع الآلام الذي يسبق القيامة.

الإجازات الرسمية وموقف الدولة من عيد القيامة

رغم أن عيد القيامة المجيد يُعد من أبرز الأعياد الدينية لدى الأقباط، إلا أنه لا يُعتبر إجازة رسمية عامة لجميع العاملين في الدولة وفقًا للقانون المصري. فبحسب بيانات صادرة عن مجلس الوزراء، لم يُدرج عيد القيامة ضمن جدول الإجازات الرسمية للدولة. ومع ذلك، يحصل الموظفون الأقباط في القطاعين الحكومي والخاص على إجازة مدفوعة الأجر في هذا اليوم، احترامًا لقدسية العيد وحقوقهم الدينية، بينما يكون يوم الأحد الموافق العشرين من أبريل 2025 يوم عمل طبيعي للموظفين المسلمين.

أهمية عيد القيامة في حياة الأقباط

لا يقتصر عيد القيامة المجيد على كونه يومًا للاحتفال والفرح، بل يحمل في طياته معاني روحية عميقة تتجدد كل عام. إذ يُمثل العيد إعلانًا عن الانتصار على الموت والخطيئة، ويرمز إلى بدء حياة جديدة مليئة بالأمل والإيمان. وفي هذا اليوم، تفيض الكنائس بأجواء من الروحانية والابتهاج، حيث يتبادل الناس التهاني وتُقام الصلوات والقداسات، كما تنتشر مظاهر الفرح في البيوت والشوارع.

 

          
تم نسخ الرابط