تصريحات وسيم يوسف تفتح النار على المتشددين
بلطجة فكرية أم اجتهاد مغلف بالتشدد؟.. وسيم يوسف يفجر الجدل: تحريم تهنئة غير المسلمين احتكار للدين لا يمت للواقع بصلة

أثار الداعية الإماراتي وسيم يوسف موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تصريحه القوي بشأن من يحرّم تهنئة غير المسلمين في مناسباتهم الدينية. في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، اعتبر وسيم يوسف أن الفتاوى التي تحظر تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وتنتقد من يهنئهم، ليست إلا "بلطجة فكرية"، مؤكدًا أن هذه الفتاوى لا تمثل اجتهادًا دينيًا حقيقيًا بل تعبير عن احتكار للدين لا يمت للواقع بصلة.
تصريحات وسيم يوسف تفتح النار على المتشددين
قال وسيم يوسف: "من يرى بعدم جواز التهنئة لغير المسلمين، هذا رأيه وهو حرٌ به! لكن أن تتبجح في وسائل التواصل الاجتماعي، وتجعل من يهنئ قد خالف الإسلام، وتأتي بكل فتوى لتنتصر لرأيك وتجعل من يخالفك جاهلاً بل فاسقاً، هنا نقول لك: هذه لم تصبح فتوى بل أصبحت بلطجة."
وكان وسيم يوسف قد أشار إلى أن مثل هذه التصريحات لا تنم عن فكر ديني حقيقي، بل تعكس رغبة في فرض الرأي بالقوة، والتشكيك في نوايا الآخرين، مضيفًا: "عليك أن تحترم من يخالفك حتى تُحترم".
الجدل حول تهنئة الأديان الأخرى
التصريحات المثيرة للجدل جاءت على خلفية الانتقادات التي طالت عددًا من الشخصيات العامة، من بينهم اللاعب المصري محمد صلاح، الذي نشر صورة له مع عائلته أمام شجرة الميلاد، مهنئًا بعيد الميلاد المسيحي، مما عرضه لانتقادات حادة من بعض المتشددين الذين يعتبرون أن تهنئة غير المسلمين في أعيادهم تعد مخالفة للتعاليم الدينية.
وسيم يوسف لم يتوقف عند هذا الحد، بل أكد في تغريدته أن حرية الرأي يجب أن تكون محفوظة، معتبراً أن فرض الرأي الديني عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أمر غير مقبول، قائلاً: "لكل شخص الحق في رأيه، لكن لا ينبغي له أن يفرضه على الآخرين ويجعلهم في دائرة الفساد."
لماذا يعتبر وسيم يوسف هذا "احتكارًا للدين"؟
حسب تصريحات وسيم يوسف، فإن محاولات فرض فتاوى تحرم التهنئة لغير المسلمين هي بمثابة محاولة لاحتكار الدين الإسلامي واستخدامه كأداة للسيطرة على الآراء، دون النظر إلى واقع التعايش السلمي بين الأديان. كما يرى أن هذه الفتاوى تغذي التشدد، وتبتعد عن الوسطية التي يدعو إليها الإسلام.
خلاصة القول
في ظل تصاعد الانتقادات والتشدد في بعض الأوساط، جاء رد وسيم يوسف ليشعل الجدل مجددًا حول ما يعتبره تقييدًا لحرية الفكر. وبينما يستمر الجدل حول من يحدد حدود الفتوى، يظل وسيم يوسف يدعو إلى احترام التنوع الفكري والديني، مؤكداً أن احترام الآخر هو الأساس في بناء مجتمع متماسك.