محمود سعد أنا وأمي كنا نزور الكنائس مكنّاش نعرف الفرق بين مسلم ومسيحي والفنان عبد الحليم حافظ كان بيروح كنيسة شبرا وهذا ما كان يفعله

محمود سعد .. في تصريح يعكس عمق التعايش الإنساني والروابط الاجتماعية التي جمعت المصريين عبر العقود، تحدّث الإعلامي محمود سعد عن ملامح من طفولته وشبابه، مسلطًا الضوء على أجواء الوحدة والمحبة التي كانت سائدة بين المصريين، بعيدًا عن أي تصنيفات دينية أو طائفية.
الهوية المصرية أكبر من الانقسامات
وخلال ظهوره في إحدى حلقاته المصورة، قال محمود سعد إن المصريين في الماضي لم يكن لديهم ما يسمى بـ"مسلم أو مسيحي" بهذا الشكل الذي نراه الآن، مشيرًا إلى أن الجميع كانوا يتعاملون ببساطة وتلقائية، تجمعهم الإنسانية، لا الفوارق الدينية. وأضاف:
«زمان وإحنا صغيرين، مكنش في دماغنا مين مسلم ومين مسيحي، دي ماكنتش حاجة بتهم، كنا بنحب بعض وخلاص».
الكنيسة جزء من ذاكرة الطفولة
واستعاد الإعلامي المعروف ذكريات طفولته مع والدته، مشيرًا إلى أنه كثيرًا ما كان يرافقها إلى الكنيسة، ويقومان بإشعال الشموع والتضرع والدعاء، مؤكدًا أن الأمر لم يكن يثير استغراب أحد، بل كان سلوكًا طبيعيًا وعاديًا جدًا. وقال:
«أنا وأمي رحنا كنائس كتير وحطينا شمع، ده كان شيء طبيعي ومحدش كان بيعلق، كنا بندخل ندعي ونولع شمع زينا زي أي حد».
عبد الحليم حافظ ومحبته لزيارة الكنيسة
ولم يتوقف محمود سعد عند تجربته الشخصية فقط، بل أشار أيضًا إلى أن العديد من الفنانين في تلك الحقبة كانوا يرتبطون بعلاقات روحية خاصة مع الكنائس، وذكر من بينهم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، قائلاً:
«عبد الحليم حافظ نفسه كان بيروح الكنيسة اللي في شبرا يولّع شمع ويدعي، مكانش في حواجز ولا استغراب».
رسالة إنسانية في زمن الانقسام
حديث محمود سعد جاء بمثابة دعوة صريحة للعودة إلى جذور التآلف الإنساني الذي طالما شكّل النسيج الحقيقي للمجتمع المصري. ففي ظل ما يشهده العالم من استقطابات، فإن تذكُّر تلك اللحظات البسيطة والمعبّرة يحمل رسالة قوية مفادها أن ما يجمع المصريين أكثر بكثير مما يفرّقهم.
التعايش هو القاعدة وليس الاستثناء
كلمات محمود سعد لم تكن مجرد استرجاع لذكريات، بل هي توثيق لمرحلة من التاريخ المصري اتسمت بالنقاء الاجتماعي والاحترام المتبادل، حيث كان الدين علاقة خاصة بين الإنسان وربه، بينما المحبة والتراحم والتسامح هي القاعدة الأساسية في التعامل بين الناس.