الفترة المجهولة فى حياة شهداء ليبيا ال 21 ..الفترة مابين الخطف والاستشهاد

الحق والضلال
مواضيع عامة

كتبت رينا يوسف

لقد تم خطف الشهداء في ليبيا علي مجموعتين .المجموعة الاولي كانت 7 اشخاص وباقي ال 21 كانو في المجموعة الثانية.ولكن هناك فترة مابين خطفهم واستشهادهم كانت مجهوله لنا جميعا ولكن الله لايترك نفسه بلا شاهد.وكما تمنى نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل من الله أن يترك لنا شخص يحكيلنا عن صمود شهدائنا و عن الأحداث اللى حصلت معاهم في تلك الفترة الغامضة
وبالفعل عزيزى فهناك شاهد عيان أخبرنا بتفاصيل يشيب لها شعر الرأس ! ،، فتعال معى عزيزى القارئ فى رحلة وسط هذه الأحداث لعلنا نجد بين سطورها الرجاء والتعزية التى تشعل قلوبنا بحب هذا الإله صانع العجائب و معطى الثبات
هذا الشاهد العيان هو شخص من الاشخاص الذين يعملون في ليبيا و الذى سمحت له الفرصة أن يتقابل مع شخص ليبى كان شغال مع داعش كحارس على الخنادق التى كانت للداعش و فى هذه الخنادق كان شهدائنا موجودين كل هذه الفترة حتى الاستشهاد وللعلم هذا الشخص كان شغال مع التنظيم وبيقبض كموظف يعنى وبعد هذا الحادث تركهم و أصاب بحالة نفسية حرجة حتى تقابل مع ذلك الشخص و حكاله تفاصيل فترة الاختطاف
روى ذلك الحارس قائلاً : فى أول أسبوع استقبلنا المجموعة الأولى وهما 7 شهداء و بعديها بيومين جاء إلينا ذلك الشهيد الاثيوبى اللى داعش كانت شاكه فى ديانته وقالته إرحل لانهم اعتقدوا انه غير مسيحى ولكنه هو صمم وأخبرهم انه مسيحى ! ،، وبعدها بأسبوع تم إستقبال المجموعة الثانية من الشهداء وهما حوالى 13 شهيد ،، ف تجمعوا ال21 شهيد فى الخندق الذى كان ذلك الشاهد حارس عليه ! ، وروى الشاهد لذلك الشخص انه فى أول أسبوعين عاملوا الشهداء كويس وكانوا بيآكلوهم و يشربوهم ، و حاولوا بالتفاهم يخلوهم ينكروا المسيح ، ولكن شهدائنا كانوا أسود فى وجوهم ، فلما وجدوا انه مفيش فايدة معاهم بدأوا معاهم رحلة عذابات ، ذكرها ذلك الشخص الليبى :
كانوا بيطلعوهم برا على الساحل ، ويعروهم من الملابس و يربطوا في جسم كل واحد منهم شوال كبير مليان رمل وميه ( وزن الشوال حوالى 100 كيلو ) و يمشوهم للساعات طويلة تحت الشمس وعلى الرملة الغزيرة ، وكلما سقطوا من التعب أقاموهم مجدداً بالضرب ، فتجلط جسمههم وعليك عزيزى القارئ أن تتخيل مقدار التعب والآلم الذى ينتج بسبب ذلك
كانوا بيرشوا على الرملة التى فى الخنادق ماء غزير عشان مايعرفوش يناموا
كانوا بيجيبوا السيخ و يسخنوه على النار بدرجة حرارة عالية جداً ويمشوه على جسمهم
ولكن كل هذا لم يجدى نفعاً معهم لأن الله لم يتركهم و أضاف ذلك الشاهد قائلاً : بعد كل هذه العذابات وجدناهم و كأن شئ لم يحدث فلم نجد أى آثار لأى جروحات أو تجلطات مما كانت موجودة !!! ،، مما أرهب قلوب الدواعش
وأضاف قائلاً : كانوا الليل كله صاحيين و بيصرخوا كلهم بصوت واحد قائلين ” كيي سون
“” اى كيريا ليسون “” ودا خلانى أترعب و أسيب مكان الحراسة وآجرى لأنى شعرت بزلزلة الأرض ،، وعندما رجعنا مع الدواعش في الصباح وجدناهم مازالوا موجودين و لم يهربوا كما توقعت
تعرض شهدائنا لعذابات جسدية شديده ذكرناها فى الحلقة السابقة ولكن كانت الضغوط النفسية آشد وأقوى من تلك العذابات , فمنهم من جلس يبكى فى ذلك الخندق الذى كانوا محجوزين فيه , ومنهم من جلس يفكر فى أولاده وعائلته بأكيا عليهم , ومنهم من جلس يصلى ويرتل كما تعود ,, ومنهم من جلس صامتاً ,, ولكن وسط تلك الوجوه و المشاعر المختلطة بين شهدائنا كان هناك شخص أقوى وأشد , يشجع إخواته الذين كاد التفكير فى عائلتهم أن يضعفهم قائلاً لهم :
” اللى هيعولنا قادر أن يعولهم
فكانوا مثال حى لتلك الأية التى يقول فيها السيد المسيح ” من أحب أباً أو أماً أكثر منى فلا يستحقنى , ومن أحب أبناً أو أبنه أكثر منى فلا يستحقنى ” (مت 37:10
          
تم نسخ الرابط