الكنيسة تحتفل بـ نياحة لعازر حبيب الرب.. الصديق البار الذي أقامه السيد المسيح بعد أربعة أيام من موته

الحق والضلال

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بنياحة لعازر حبيب الرب، الصديق البار الذي أقامه السيد المسيح بعد مرور أربعة أيام على وفاته، في واحدة من أعظم معجزات المسيح التي أظهرت مجده وسلطانه على الموت.

من هو لعازر؟

لعازر هو أخو مريم ومرثا، وكان من محبي السيد المسيح، حيث اعتاد الرب أن يزور بيته في قرية بيت عنيا. وعندما مرض، أرسلت أختاه رسالة إلى المسيح قائلتين: "يا سيد، هوذا الذي تحبه مريض" (يوحنا 11: 3)، لكن المسيح لم يذهب على الفور، بل قال: "هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به" (يوحنا 11: 4).

إقامة لعازر من الموت

بعد أن مكث المسيح يومين في موضعه، توجه إلى بيت عنيا حيث كان لعازر قد توفي ودُفن منذ أربعة أيام. عند وصوله، التقى مرثا التي أعربت عن إيمانها قائلة: "يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي. لكني الآن أيضًا أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه" (يوحنا 11: 21-22).

ثم توجه إلى القبر وقال: "ارفعوا الحجر"، لكن مرثا قالت: "يا سيد، قد أنتن لأن له أربعة أيام". فأجابها المسيح: "ألم أقل لك إن آمنتِ ترين مجد الله؟" (يوحنا 11: 40). ثم صرخ بصوت عظيم: "لعازر، هلم خارجًا"، فخرج لعازر حيًا وهو مربوط بالأكفان، فأمرهم المسيح أن يحلّوه ويدعوه يذهب (يوحنا 11: 43-44).

دلالات المعجزة

تعتبر إقامة لعازر من الموت واحدة من أعظم معجزات المسيح، حيث أظهرت سلطانه الإلهي على الموت، وكانت تمهيدًا لقيامته من بين الأموات بعد ذلك. كما أن هذه المعجزة أدت إلى إيمان كثيرين، لكنها أيضًا أثارت غضب رؤساء الكهنة والكتبة الذين تشاوروا لقتل لعازر والمسيح معًا (يوحنا 12: 10-11).

نياحة لعازر

بحسب التقليد الكنسي، بعد إقامة لعازر، كرّس حياته لنشر البشارة بعمل المسيح، ويقال إنه سافر إلى قبرص حيث أصبح أسقفًا هناك. ويُحتفل بنياحته في السابع عشر من شهر برمهات.

خلاصة القول

تظل قصة لعازر شهادة حية على قوة المسيح وسلطانه على الحياة والموت، وتُذكرنا بأن الإيمان به يمنح الحياة الأبدية. تحتفل الكنيسة بذكراه تقديرًا لدوره كمثال حي للإيمان والثقة في قدرة الله.

          
تم نسخ الرابط