الخبز المدعم والدعم النقدي: تحولات جديدة في منظومة الدعم الحكومي وتأثيرها على المواطن المصري

حقيقة منح 50 جنيهًا يوميًا لكل بطاقة تموين قبل تطبيق الدعم النقدي .. قرار صارم من التموين بشأن الخبز المدعم وحقيقة خفض الدعم التمويني؟

التموين
التموين

يُعد الخبز المدعم أحد أهم السلع الاستراتيجية التي يعتمد عليها ملايين المصريين يوميًا، حيث يمثل جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي للمواطن، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الخبز السياحي. ومع التوجهات الحكومية الجديدة نحو التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي، يدور الكثير من النقاش حول تأثير هذه الخطوة على المواطنين، وكيف ستنعكس على ميزانية الأسر المصرية، بالإضافة إلى تأثيرها على المخابز التي تُعد جزءًا رئيسيًا من هذه المنظومة.

أهمية الخبز المدعم وتأثيره على المواطنين

أكد خالد صبري، المتحدث الرسمي باسم شعبة المخابز باتحاد الغرف التجارية، أن الخبز المدعم يُعتبر ضرورة أساسية لحياة المواطنين، حيث يعتمد عليه أكثر من 85% من الشعب المصري بشكل يومي. وأضاف أن أي تغيير في منظومة الخبز المدعم قد يؤدي إلى تأثيرات مباشرة على ميزانية المواطن المصري، خصوصًا مع الارتفاع المستمر في أسعار الخبز السياحي.

وأوضح صبري أن إلغاء الخبز المدعم سيؤدي إلى زيادة كبيرة في نفقات الأسر، حيث قد تصل ميزانية شراء الخبز لأسرة مكونة من أربعة أفراد إلى 40 أو 50 جنيهًا يوميًا، وهو ما يشكل عبئًا ماليًا لا يستطيع المواطن العادي تحمله. وأشار إلى أن المواطن المصري قد يتخلى عن شراء اللحوم أو الدواجن، ولكنه لا يستطيع الاستغناء عن الخبز المدعم، مما يوضح مدى أهميته في الحياة اليومية.

التحول إلى الدعم النقدي وتأثيره على المخابز

تسعى الحكومة إلى دراسة آلية التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي، وهو ما أثار تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على قطاع المخابز. وأكد صبري أن المخابز لن تتأثر بشكل سلبي عند تطبيق الدعم النقدي، لأن الطلب على الخبز المدعم سيظل مستمرًا، حيث لا يمكن للمواطن المصري الاستغناء عنه.

وأشار إلى أن تطبيق الدعم النقدي يجب أن يكون مشروطًا، بحيث يتم تخصيص المبالغ المالية فقط لشراء الخبز المدعم والسلع الأساسية، مما يضمن استمرار الاستفادة من الدعم بشكل مباشر دون التأثير على الأسعار.

موقف الحكومة من التحول إلى الدعم النقدي

من جانبه، كشف الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، عن آخر التطورات الخاصة بالتحول إلى الدعم النقدي، مؤكدًا أن هذه الخطوة لا تزال قيد الدراسة، ولن يتم تنفيذها إلا بعد التشاور مع كافة الجهات المعنية والاستماع إلى آراء الخبراء لضمان أن تكون في مصلحة المواطن.

وأوضح الوزير أن الهدف الأساسي من التحول إلى الدعم النقدي هو تقليل الفاقد والهدر، وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه الفعليين، مع إتاحة الفرصة لخروج غير المستحقين وإدخال الفئات التي تحتاج إلى الدعم بالفعل. وأشار إلى أن الحكومة تسعى إلى الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال لضمان تحقيق أقصى استفادة من نظام الدعم النقدي الجديد.

لا نية لخفض الدعم التمويني

رغم الحديث عن التعديلات المحتملة في منظومة الدعم النقدي، نفى وزير التموين وجود أي نية لدى الحكومة لخفض ميزانية الدعم الخاصة بالسلع التموينية، والتي تُقدر بحوالي 134 مليار جنيه سنويًا. وأكد أن التعديلات تهدف فقط إلى ضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، مع تعديل بعض المعايير الحالية التي أصبحت غير مرنة.

التموين 

مستقبل الخبز المدعم والدعم النقدي

لا يزال الجدل مستمرًا حول مستقبل الخبز المدعم في ظل الاتجاه نحو تطبيق الدعم النقدي، حيث يرى البعض أن هذا التحول قد يكون إيجابيًا من حيث تقليل الهدر، في حين يخشى آخرون من تأثيره على أسعار الخبز المدعم وإمكانية تحكم الأسواق في الأسعار بعد إلغاء الدعم العيني.

ومع استمرار الدراسات الحكومية، تبقى الأولوية القصوى هي تحقيق التوازن بين دعم المواطن وضمان كفاءة منظومة الخبز المدعم، بما يحقق العدالة الاجتماعية ويضمن استمرار حصول المواطنين على الخبز بسعر مناسب دون تحميلهم أعباء إضافية.

 

 

          
تم نسخ الرابط